عندما ألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمته في مدريد الخميس الماضي وضعنا أيدينا على قلوبنا خوفا من الاستراتيجية الدولية الجديدة التي أفصح عنها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتفجيرات مدريد الارهابية والتي راح ضحيتها نحو 200 شخص لا جرم لهم سوى أنهم كانوا يمارسون حياتهم اليومية. لكن كلمة عنان أمام مؤتمر الديمقراطية والأمن ومكافحة الارهاب الذي عقد على مدى ثلاثة أيام وحضره 12 من رؤساء الدول حمل في طياته معاني جديدة لمفهوم مكافحة الإرهاب. ففي الوقت الذي طالب بتشديد الاجراءات وضرورة التعاون بين الدول وأجهزة الأمم المتحدة لمكافحة الارهابيين، قال إن ذلك يجب ألا يحرف التفكير عن جذور المشكلة، وهي تلك المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. فالارهاب ينتشر في الأجواء التي تنعدم فيها الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا ما تؤكده حوادث السنوات الماضية.
لقد كانت دول الشرق الاوسط - ومازالت - أكثر الدول التي تصرف على أجهزة الأمن والمخابرات والعسكر، وهي أكثر الدول التي تقمع شعوبها، ولكن النتيجة هي أن بلداننا تحتوي على كل ما يتعلق بالعنف والارهاب، وأصبحت الأسماء العربية مثارا للشك في العالم بعد أن انتشرت الأسماء في كل أنحاء العالم لكل من يشتبه فيه بمزاولة العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية.
لقد شارك المسلمون الاسبان والجالية المسلمة في اسبانيا في إحياء الذكرى السنوية الأولى لتفجيرات قطارات مدريد في 11 مارس/ آذار الجاري، وخصص أفرادها خمس دقائق للصمت مع جميع الاسبان حدادا على أرواح الضحايا، وهذه المشاركة ليست الأولى للمسلمين ضد الارهاب، إذ شارك البريطانيون والفرنسيون المسلمون في الحملات الوطنية ضد استخدام العنف، وهذا كله سيعزز حقوق الجميع في العيش بسلام مع التمتع بالحقوق الكاملة على جميع المستويات
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 921 - الإثنين 14 مارس 2005م الموافق 03 صفر 1426هـ