إعراب وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عن ارتياحه لطرح السيد عبدالله الغريفي المتعلق بقضية المواكب الحسينية ورفع الأعلام والشعارات الخارجية، ينبئ عن محاولة تفهم وإصغاء للرأي الآخر، وهو متى ما تم تكريسه في الوزارة من خلال مسئولها الأول سيفتح الباب أمام إعادة النظر في الكثير من محاولات التجييش والتأليب التي تطل برأسها هنا وهناك كلما تعلق الأمر بمناسبة هنا وحوادث فردية هناك يجري تعميمها في موقف لا يخلو من الترصد والخلط العجيب لملفات لا صلة بينها.
مسألة التشكيك في المواطنة واحدة من الحواجز النفسية التي متى ما استمرت وتعمق حضورها، ولهثت بعض وسائل الإعلام لتغذية نارها وتأجيجها، ستدخل الوطن في أزمات لا يتمناها أي طرف من الأطراف. نعلم أن مخربي الوئام الوطني ليس من مصلحتهم استمرار حال الأخذ والرد والإصغاء للرأي والرأي الآخر، بعيدا عن التحشيد والتخوين والطعن، اذ سيجدون أنفسهم عاطلين عن العمل، وهم يحسبون أنهم بذلك يحسنون صنعا. ما أثاره السيد الغريفي، ومن بعده الشيخ عيسى قاسم يصب في مصلحة الوطن كل الوطن على اختلاف فئاته وان بدا طرحهما دفاعا عن طائفة هنا - وهو ضمن سياق الرد والتناول - لعلمهما بأن تجاوزات حصلت على صعيد رد فعل ، لفعل لم يحدث أساسا! تبنت بعضا منه بعض الصحف الناعقة وراء كل ناعق، وفي استمراره دعوة مفتوحة للخراب والفوضى والتأليب في وقت نحن فيه بأمس الحاجة للتعقل وتناول الأمور بعيدا عن الإنفعال والتحشيد والتحشيد المضاد وتصريح وزير الداخلية بمثابة رفض للدعوة المفتوحة للخراب
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 921 - الإثنين 14 مارس 2005م الموافق 03 صفر 1426هـ