العدد 921 - الإثنين 14 مارس 2005م الموافق 03 صفر 1426هـ

القافلة المدنية... سندباد في تواصله مع الآخر

المرنيسي في بيت الزايد:

المحرق - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

أكدت الكاتبة ورئيسة القافلة المدنية فاطمة المرنيسي أن الهدف من زيارة قافلتها البحرين ينطلق من رغبة القافلة في أن يكون أفقها الذي تتحرك فيه ومن خلاله، وهو اعطاء صورة عن العالم العربي للآخر.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته المرنيسي مساء السبت 12 مارس/ آذار الجاري في بيت الزايد لتراث البحرين الصحافي، اذ تطرقت المرنيسي في المؤتمر الى القافلة المدنية وعلاقتها بإشكال السندباد جواب الآفاق، والكوبوي الذي يقبع في مكانه معتبرا كل من لا يعرفه عدوا.

واعتبرت المرنيسي مشروع القافلة المدنية الذي بدأ في المغرب مشروعا خلاقا، وله غاية محددة وهو التواصل مع الآخر، سواء العربي أو الغربي، ولكنه مشروع مختلف عن المشروعات والمؤسسات الرسمية، إذ انه يتمتع باستقلال لا تمتلكه مشروعات المؤسسات الرسمية، فمشروعات المؤسسات الرسمية ان دشنت أمثال هذه المشروعات فهي في طرفين لا ثالثا لهما، الأول أن تدشن هذه المشروعات ذات الصبغة الثقافية ببيروقراطية محضة، ذلك طرف أول أما الطرف الثاني، فإن تلج هذه المشروعات من مداخل سياسية، لذلك فإن هذا المشروع مشروع مستقل، ومشروع جدي.

ودللت على ذلك بقولها: "ان المشاركين فيه لكل منهم خصوصيته، فإحدى المشاركات المهمات فيه هي جميلة حسون، وهي ابنة مدينة مراكش، هذه المشاركة كانت تمر في رحلات الى المناطق الجبلية ومن أجل الناس الذين يعيشون هناك، ولكن ليس لوحدها وإنما في جعبتها قافلة من الكتب، كانت ورثتها من أبيها، حاولت بها ولاتزال أن توزع الثقافة على أناس تلك المناطق النائية، وعندما تنضم هذه المحبة للثقافة الى هذه القافلة، فهي تحاول أن تعطي للكتاب أهمية واشعاعا بالنسبة إلى أولئك الذين يفتقدون الاحساس بأهميتها، وقيمتها، فهي إذا مبادرة خلاقة، وبجهد شخصي، والأمر كذلك مع أحمد توفيق الزينبي الذي يعمل مديرا لجمعية أدزرا، بجهده الشخصي، حينما يعيش في البادية مع أهل القبائل ويترأس تلك الجمعية في الجنوب المغربي، ويعاني ويعيش محنا كبيرة، في سبيل محاولته فض الكثير من النزاعات بين القبائل، ولكن بالحوار، وهناك ايضا نجية البودالي التي حاولت عن طريق الفاكس أن تحاور المسئولين وأن تخلق لها وللنساء أفقها الخاص، وكذلك نور الدين المسعودي وبقية المشاركين".

وأوضحت أهمية اجتماع كل هذه التجارب بقولها: "ان هذه التجارب التي تبدو للوهلة الأولى مستقلة ومشتتة، وكل منها يعمل كمشروع لوحده، لكنها جميعا تندرج ضمن سؤال نظري مهم يتعلق بالتواصل كضرورة، فهي تعمل ضمن اطار عام ولكن كل من واقع اشتغاله الملموس المادي. فثنائية السندباد والكوبوي، ثنائية مهمة، ففي الوقت الذي يقترب فيه السندباد بفكره من الآخر الغريب عنه، معتبرا اياه صديقا، مبديا له رغبته في أن يكون صديقه، نجد على الطرف الآخر الكوبوي الذي لا يرى أبعد من قطيعه، ومرمى بصره".

وعن السندباد الذي يمثل رغبة التواصل أضافت "ان حكاية السندباد هذا الرحالة الذي يحتال للتواصل، والذي يقطع الآفاق محاولا الاقتراب من الآخر، لا يمكن أن يخلقه غير العرب ذلك أننا نحن العرب، نواجه مشكلة في التواصل، ولأقرب المعنى أكثر أقول إنكم في البحرين مثلا يبدو البحر عندكم هادئا وادعا جميلا، يغري البصر والعين بالسباحة فيه، ويغري بالانطلاق، ولكن الأمر يختلف بالنسبة إلينا نحن، فعندنا البحر مخيف، فهو باطش وثائر على الدوام، ونسميه بحر الظلمات فهو بحر قوي عات لا يرحم من يدخله، فهو في عرضة دائمة للموت، لذلك نحن نخشى الدخول فيه، بينما أنتم لا تخافون ذلك، فأنتم تعيشون فيه وتغوصون فيه وتعوموا فيه، وتترزقوا منه. وذلك ينطبق على فكرة السندباد والكوبوي، فقضية السندباد هي قضية تواصل وقضية الكوبوي هي مسألة قطيعة، فلو تقدم أحد لا يعرفه الكوبوي لاعتبره غريبا فهو اذا عدو، يجب قتله، فالكوبوي يعاني من مشكلة التواصل بينما على العكس من ذلك يبدو السندباد محاولا أن يتواصل مع الغريب، اذ يعد نفسه هو الغريب، الذي يقطع البلدان لملاقاة الناس، فهو يستمد منهم القوة، في محاولته التواصل معهم".


لأن المشرق العربي لا يتواصل مع المغرب العربي!

المحرق - فاطمة المرنيسي

لماذا يغدو لقاء المفكرين والمثقفين المهتمين ببناء المجتمع المدني من طرفي العالم العربي، المغرب الذي يحده المحيط الأطلسي غربا والبحرين التي يحدها الخليج العربي شرقا، حدثا هاما وعاجلا في العام 2005؟ لأنه بعكس الأوروبيين الذين حققوا حلمهم بعد الحرب العالمية والذي يتمثل في إقامة وحدة اقتصادية جبارة برزت على اثرها كقوة دولية مؤثرة على الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، فإن العرب لم يتمكنوا من فعل ذلك ولم تتعد وحدتهم مرحلة 1945 الجنينية كـ "فانتازيا عاطفية" محضة.

ويعني ذلك من المنطلق الواقعي، على رغم انتماء البلدين الى "العالم العربي"، لا يوجد تواصل أو تبادل أيا كان نوعه بين المغرب والبحرين سواء كان تواصلا اقتصاديا أو ثقافيا.

وعلى رغم أن حلم قيام عالم عربي واحد قوي اقتصاديا قد بدأ في مارس/ آذار 1940 مع توقيع "معاهدة الشعوب العربية" التي أدت الى قيام الجامعة العربية والتي تضم 22 عضوا، فإن هذه الوحدة لم تر النور، بعكس أوروبا التي شهدت ولادة كتلة اقتصادية قوية وموحدة، وبالنسبة إلى المغاربة فقد ظلوا مرتبطين بالعالم العربي بأواصر عاطفية صرف. وقد وصف علال الفاسي، القومي المغربي، ذلك في مفكرته في الأربعينات قائلا: ان الأواصر العاطفية بيننا وبين عرب المشرق تنبع طبيعيا من الصلات اللغوية والتاريخية. لقد تفاعل الشعب المغربي على الدوام وباهتمام بالغ مع الحوادث التي وقعت في البلدان العربية، مدللا على ذلك على شعور الوحدة الذي يجمعه في السراء والضراء مع إخوانه العرب في أي مكان.

ولكن لسوء الحظ بعد ستين عاما لم يعد هناك سوى المشاعر الطيبة التي تجمع بين البلدان العربية واتسع أكثر من أي وقت مضى التباعد بين المغرب والمشرق.

فريق القافلة

المغاربة العشرة النشطاء في بناء المجتمع المدني، الذين تمت دعوتهم الى البحرين من قبل مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بمساعدة أربعة مدعوين ألمان متخصصين في الثقافة والاتصالات وهم: ايديت كرول، توماس هارتمان، هايكي ستاف وجريتا تولمان، والذين نجحوا في إقامة حوار أكثر فاعلية مع أوروبا





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً