تعرف عادة لعبة الملاكمة بالرياضة النبيلة لكون المنافسة فيها وجها لوجه "Face to Face" ولا مجال فيها للغدر والخداع. ولكن بعض الملاكمين الجبناء والضعفاء عادة ما يلجأون إلى "الضرب تحت الحزام" من أجل التأثير على منافسيهم ومنعهم من توجيه الضربة القاضية لهم.
هذا الأسلوب وللأسف انتقل إلى صحافتنا المحلية في الأيام الأخيرة والتي تركت البحث عن المعلومة الصحيحة وتقديم ما يفيد القارئ وتركت ميدان المنافسة الحقيقية القائم على السبق الصحافي والرأي القوي والجريء والحكيم واتجهت إلى أسلوب الصحف الصفراء القائم على التشهير و"الاكتشافات الخطيرة". هذه الاكتشافات التي يظن البعض أنها "أسرار حربية" تمكن من الحصول عليها بذكائه ومكره ولكنه في الواقع يفاجأ بها منشورة في اليوم نفسه على الصفحة الأولى في صحيفة "الوسط"!
فالصحف غير القادرة على المنافسة في السبق الصحافي وغير القادرة على جذب الأنظار بأخبارها وبمعلوماتها الجديدة تراها تلجأ دائما إلى أساليب الإثارة الرخيصة لتحريك مشاعر الجماهير ودغدغة عواطفهم. وقد يكون مقال اليوم هذا مادة دسمة للأيام والأسابيع المقبلة لأنهم لا يملكون الجديد ليقدمونه فتعجبهم مثل هذه المقالات التي تؤمن لهم المساحة الكافية للمهاترات الصحافية.
الناجح والمتميز في عمله دائما قادر على تحقيق الجديد لذلك ترى الحجارة ترمى عليه من هنا وهناك والصحف الرصينة لا تلتفت إلى عنتريات "الصحف الصفراء".
نحن هنا لا نرغب الدخول في مهاترات لا تضيف إلى صحافتنا المحلية إلا مزيدا من الهبوط والانحدار الأخلاقي والذي دائما ما دأبت على إشاعته "أقلام الفتنة" في صحافتنا المحلية.
هذه الأقلام التي كانت ومازالت مركزا ومحورا لنشر الفتنة والبلبلة في الشارع الرياضي واختلاق المعارك الجانبية وتضليل القارئ. هذه الأقلام التي أشعلت فتنة كبرى قبل مباراتنا مع المنتخب الإيراني لأجل مجموعة من المراهقين حملوا العلم الإيراني وحاكموا على أساسها مكونا من مكونات شعب البحرين على هذا الأساس وجعلوا الجميع في قفص الاتهام وأخرجوهم من وطنيتهم وكأنهم هم فقط أبناء الوطن المدافعين عنه والمخلصين له!
وهذا ما فعلوه أيضا قبل مدة قصيرة عندما تركوا نادي وأبناء منطقة سترة جميعا في قفص الاتهام هذه المرة وشككوا في وطنيتهم أيضا مستفزين بذلك مشاعر الكثيرين من أبناء المنطقة في قضية "بوني" الشهيرة. أضف إلى ذلك تدخلهم في كل ما يعنيهم وما لا يعنيهم والتي كان أخرها يوم نشر الزميل القدير في صحيفة "أخبار الخليج" سلمان الحايكي تصريحا للمدرب رياض الذوادي فعملت "الوسط" على التأكد منه ومتابعته في اليوم الثاني فتدخل حينها "قلم الفتنة" ليعلم الذوادي إلى أين يجب أن يتجه عندما يصرح! عندها وصفه الزميل الحايكي بوصف هو الأقرب له "الكويتب" لأنه فعلا لا يستحق أكثر من ذلك. واليوم يأتي الكاتب نفسه ليعلمنا دروسه المعتادة في الحرية والأخلاق الصحافية!
مثل هذه الأقلام التي لا يكون لها وجود إلا في الليالي الظلماء هي أقل من أن يرد عليها، و"الوسط" دائما ما تعمد إلى تقديم المفيد إلى القراء بدل إضاعة وقتهم في المهاترات التي يعشقها بعض المحسوبين على الصحافة. وللأمانة فإن القسم الرياضي في الصحيفة لم يشئ أبدا الرد على ما أثير في إحدى الصحف احتراما للقارئ الذي يبحث بين السطور عن كل ما هو جديد، ولكن أسلوب المهاترات والتخوين ليس حكرا على أحد والجميع قادر على الدخول في سجالات لا نهاية لها ولكن النتيجة ماذا سيستفيد القارئ منها، وماذا ستضيف إلى بطولاتنا الوطنية المزعومة؟!
إذا كانت هناك منافسة حقيقية فيجب أن تكون داخل الملعب وليس خارجه، يجب أن تكون مباشرة ووجها لوجه وليس ضربا تحت الحزام كما يفعل الجبناء.
لذلك نحن نحترم النقد الذي وجهه الزميل الحايكي لكلام المدرب ستريشكو لأنه واجه الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي ولم يشخصن الموضوع ويدخل في سجالات شخصية ليس مكانها الصحافة التي هي ملك للقارئ وليست ملكا لأصحاب الأقلام المريضة. ما كتب في الفترة الأخيرة ليس إلا خلافات شخصية صفيت حساباتها على صفحات الصحف بكل وقاحة ومن دون احترام للقارئ. نقول ابعدوا خلافاتكم وأمراضكم عن صحافتنا المحلية واكتبوا ما يفيد الناس وإذا لم يكن لديكم ما تقدموه فالسكوت من ذهب.
عموما ننتظر ملاحظاتكم السديدة والقيمة و"البهلوانية" على مقابلة اليوم مع مدرب المنتخب الأولمبي الكرواتي "ماجيك"! وإذا لم تقدموا الجديد فلا تلجأوا إلى الفتنة وإثارة الرأي العام لأن "كل إناء بما فيه يصدح".
وأخيرا نقول "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة"
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 920 - الأحد 13 مارس 2005م الموافق 02 صفر 1426هـ