قتلت أجهزة الاستخبارات الروسية الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف الثلثاء الماضي، فلماذا قتلوه على رغم أنه أمر في فبراير/ شباط الماضي مقاتليه بالالتزام بوقف إطلاق النار- والتزم القائد المتشدد شامل باساييف - على القوات الروسية من جانب واحد؟! مسخادوف بما عرف عنه لم يكن متطرفا، وكان ضد الهجمات الانتحارية ضد المدنيين الروس، بمعنى أنه لم يكن إرهابيا كما وصفته تحليلات غربية. إلى ذلك، اعتبر المحللون والخبراء اغتيال موسكو لمسخادوف يكشف عن حسابات سياسية خاطئة لروسيا، وخصوصا أنه كان الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع الشيشانيين خلف اتفاق سلام مع موسكو، وصاحب توجه معتدل إزاء القضية الشيشانية بالنسبة للغرب، فلماذا قتلوه؟.
ليس مقتل مسخادوف وحده الغريب، بل أن الغريب في موضوع الشيشان عموما التعتيم الإعلامي والصمت الدولي إزاء القضية الشيشانية. فحق تقرير المصير للشعوب حق قديم تدافع عنه دول غريبة معينة، فها هي ذي داعمة الحرية والاستقلال والسيادة "الولايات المتحدة الأميركية" تريد أن تخرج وتمنح لبنان حرية وسيادة واستقلالا من دولة "محتلة" هي "سوريا"!
ترى لماذا لم تقف أميركا مع الشيشانيين وتعينهم بالضغط على روسيا لتحقيق حريتهم؟، أليس هذا ما تقوم به "لتحرير لبنان من "سوريا""؟، فإذا كانت واشنطن تعد لبنان بلدا محتلا من قبل "سوريا"، فماذا تسمي ما تفعله روسيا بالشيشان؟. تأمل حروف الدولتين أليستا متشابهتين مع اختلاف الترتيب وربما معنى الاحتلال؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 919 - السبت 12 مارس 2005م الموافق 01 صفر 1426هـ