العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ

دروس ليبية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو اننا اصبحنا انموذجا يحتذى به في العالم ولكن بالمقلوب. فبعد ان انكرت ليبيا رسميا ان رئيس مخابراتها الخارجية قد زار "اسرائيل" الشهر الماضي، تحدث قائد ثورة الفاتح العقيد معمر القذافي في الثالث من الشهر الجاري امام جمهور من الليبيين في مدينة سرت وقال ان الليبيين ليست لديهم مشكلات مع "اسرائيل". وأضاف "لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين"، معتبرا ان الفلسطينيين انهوا خلافاتهم مع الاسرائيليين وانهم يجلسون معهم، ولذلك فلا داعي للعداء مع "اسرائيل". لم يكن هذا هو الاعلان التراجعي الوحيد، فقد اعلن إلغاءه للنواميس والعهود التي كتبها في "الكتاب الاخضر" والذي يطلق عليه رسميا في ليبيا بـ "النظرية العالمية الثالثة" دون تحديد ما هي النظريتان العالميتان الاخريان واين يتم تطبيقهما...!

على اي حال... لقد ألغى العقيد القذافي بنود النظرية العالمية الثالثة، وقال ان المنع على الليبيين فيما يتعلق بتأسيس الشركات وتوظيف بعضهم الآخر قد انتهى، على اساس ان الكتاب الاخضر يعتبر الليبيين شركاء وليسوا أجراء... وهذا كان يعني منع تأسيس الشركات الخاصة ومنع قبول الوظيفة! ليست هناك مشكلة في الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه، لكن المشكلة في محاولة تلبيس الامور ما لا تحتمل. فقد أعلن العقيد أيضا ان هذه التراجعات هي التنفيذ الفعلي للنظرية العالمية الثالثة، بل قال انه خصص قاعة في جامعة الفاتح لكي يحضر الاساتذة من مختلف انحاء العالم ليشاهدوا بأم أعينهم كيف يعيش الليبيون في رغد من العيش، وبعد أن يستلهموا الدروس فان الاساتذة يستطيعون العودة الى اميركا واليابان والصين وأوروبا وكوريا لكي يشرحوا الى شعوبهم وحكوماتهم فوائد النظرية العالمية الثالثة الى تلك البلدان وكيف انه اذا طبقت ستنقذ بلدانهم من الدمار المحيق بهم.

لاشك في ان الاساتذة سيدرسون هذا الحل، وربما يقبلون العرض الليبي ولكن على اساس التندر ولفهم السر وراء تحولنا من حضارة قائدة الى ما نحن عليه من دمار وتراجع

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً