قال الجيش الأميركي أمس إن عدد قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف جنازة أستاذ جامعي مرموق - وهو أيضا مسئول في تيار الزعيم الديني مقتدى الصدر ويدعى سيدهشام سيدمحمود الأعرجي - في الموصل وصل إلى 50 قتيلا ونحو 80 جريحا. وذكر أطباء ان عدد القتلى يمكن أن يرتفع وان الكثير من الأطفال الذين كانوا في الجنازة مفقودون.
وألغيت الجمعة مراسم التشييع الجماعي لضحايا الهجوم بسبب سقوط قذيفة هاون في المكان الذي حدثت فيه. وقال أحد رجال الدين الشيعة في المدينة السيدجاسم محمد إن "الأهالي قرروا إلغاء التشييع الجماعي لضحاياهم والذي كان مقررا صباحا". وأوضح أن "هذا القرار اتخذ بعد سقوط قذيفة هاون، ما يؤكد أنه من المجازفة إقامة التشييع الجماعي". وأكد محمد أن "القذيفة لحسن الحظ لم تصب أحدا بأي أذى".
ومن جانبه دعا مصدر في مكتب المرجع الديني السيدعلي السيستاني العراقيين إلى "التماسك والتوحد على رغم الحوادث التي تطال حياة الأبرياء". وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن "السيستاني يجد أن من الواجب على العراقيين أن يكونوا في مثل هذه الظروف يدا واحدة".
ودعا المصدر قوات الأمن والشرطة والجيش إلى "تحمل مسئولياتها للحد من وقوع مثل هذه الأعمال وأن تأخذ على عاتقها مسألة حماية أرواح الأبرياء في المدن كافة". كما أدان الفرع المحلي لهيئة علماء المسلمين، العملية ودعا المواطنين إلى التبرع بالدم للجرحى.
وقال الناطق المحلي باسم الهيئة الشيخ هشام البدراني "إننا ندين هذا العمل بقوة وندعو المواطنين إلى ضبط النفس إزاء هذه الأعمال التي تهدف إلى زرع الفرقة بين المسلمين". وأدان أئمة المساجد السنية في خطب الجمعة العملية.
وشنت القوات الأميركية حملات تفتيش ومداهمات واسعة النطاق في الموصل بدعم جوي من أربع طائرات مروحية شملت أحياء الوحدة وغرناطة والحي الزراعي في محاولة للقبض على عناصر المجموعة التي خططت ونفذت التفجير.
وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات وقعت بين القوات ومسلحين أثناء عمليات التفتيش التي بدأت منذ الليلة قبل الماضية وأسفرت عن إصابة أربعة جنود أميركيين على الأقل وخمسة جنود من قوات الحرس الوطني ومصرع شرطي. كما لقي أربعة من المسلحين العراقيين مصرعهم في غرناطة خلال الاشتباكات.
وفي تطور متصل، ذكرت مصادر شرطة كركوك أن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة المحلية في أحد أحياء المدينة وجرى تبادل لإطلاق النار أسفر عن إصابة ضابط في الجيش بجروح. ومن جهة أخرى، عثرت دوريات الشرطة على جثة أحد عناصر الجيش مقتولا في بلدة الجويجة كان اختطف قبل شهرين متأثرا بعيارات نارية في الرأس والصدر.
وأفادت مصادر في الشرطة بمقتل جندي ومقاول في حادثين منفصلين شمال بغداد. وأعلنت الحكومة العراقية أن قوات الأمن اعتقلت خلال الأسبوعين الماضيين عشرة من كبار مساعدي الزرقاوي بينهم سائقه الشخصي. كما أعلن مصدر مسئول في الشرطة المحلية في الناصرية عن اعتقال عراقي اعترف باشتراكه بعملية اغتيال محافظ بغداد علي راضي حيدر في يناير/ كانون الثاني الماضي شمال بغداد.
في غضون ذلك، توعدت مجموعة الزرقاوي في بيان نشر على الانترنت، ردا على مؤتمر مدريد بإلحاق الهزيمة "بالكفار والمرتدين" وقال البيان الصادر عن "القسم الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ردا على المؤتمر" انه "مهما أعددتم يا كافرين، فانكم مغلوبون ولن تنصروا لأن الله وعدنا بالنصر".
وأضاف البيان "نقول لكم يا أعداء الله إنكم مهما اجتمعتم وجمعتم فلن يزيدكم إلا خسرانا". وتابع "كم من مرة يجتمع الكفار ليتضامنوا ويتحدوا ضد الإسلام ومكافحة الجهاد وما لهم من هم ولا غم إلا محاربة المسلمين والتنكيل بهم".
وكان مؤتمر مدريد الذي شارك فيه رؤساء دول سابقون ورؤساء حكومات ديمقراطية قدم اثر ثلاثة أيام من الاجتماعات "برنامج مدريد" الذي يتضمن سلسلة من التوصيات لمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي.
وأعلن مسئولون عسكريون أميركيون أن الجندية ليندي انغلاند التي أصبحت رمزا للفضائح التي ارتكبت في سجن أبوغريب، ستمثل في مايو/ أيار أمام محكمة عسكرية بتهمة سوء معاملة معتقلين والتخلف عن الواجب والقيام بتصرفات غير لائقة. ومن جهتها قالت بولندا إنها متمسكة بخطط لسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام الحالي
العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ