قالت روسيا أمس انه ينبغي السماح لجماعة حزب الله اللبناني بلعب دور في الحياة السياسية اللبنانية. ونقل عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله عقب اجتماعه مع المعارض اللبناني وليد جنبلاط "من مصلحة لبنان وكل المنطقة أن يوضع في الاعتبار دور سياسي لحزب الله".
وتجيء تصريحات لافروف غداة قول مسئولين أميركيين إن واشنطن ستقبل بقيام حزب الله بدور سياسي إذا نزع سلاحه وهو موقف قالوا انه ليس جديدا لكنه يعكس اعترافا بالنفوذ السياسي للحزب. وتفادت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس بحرص الخميس الماضي الوصف الأميركي لحزب الله بأنه جماعة إرهابية.
وأعربت رايس أمس عن أملها أن تكون إعادة تكليف عمر كرامي لتشكيل الحكومة الجديدة إجراء "مؤقتا". ورحبت أيضا بحذر بقيام سورية بسحب بعض قواتها لكنها جددت المطلب بالانسحاب الكامل. وسيجري كرامي الاثنين استشاراته لتشكيل الحكومة الجديدة، مجددا استعداده للحوار مع المعارضة بلا شروط.
ومن جهتها، أكدت الأمم المتحدة أنها لم تحدد مهلة لسورية لسحب قواتها من لبنان. وردت على ما نشرته "واشنطن بوست" بشأن أن المبعوث الخاص تيري رود لارسن سيوجه إنذارا للرئيس السوري بشار الأسد اليوم ملوحا بعزلة سياسية واقتصادية في حال عدم سحب القوات السورية سريعا وبشكل كامل. وأكد لارسن في عمان أن الأمم المتحدة "تتطلع إلى حوار مثمر وبناء مع سورية". إلى ذلك، غادر الجنود السوريون "ثلاثة أرباع القوات المتمركزة في المرتفعات" أهم موقع في الشمال في مطار القليعات.
ومن جانبه، سخر رئيس مجلس النواب نبيه بري من تصريح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي أعرب فيه عن استيائه من إعادة تكليف كرامي. وقال "إن استياء بريطانيا مهم جدا لنا لذلك نأمل منكم تسمية من ترغبون رئيسا لوزراء لبنان كي نزيل عنكم الهم والغم". كما ردت الخارجية اللبنانية موضحة أن التكليف جاء بعد أن اختار كرامي معظم النواب.
ومن جهة أخرى، عقد نواب المعارضة اللبنانية في باريس اجتماعا مع رئيس الجيش السابق ميشال عون، تأكيدا على وحدة المعارضة.
عواصم - وكالات
انسحبت القوات السورية أمس من آخر وأبرز موقع لها في شمال لبنان، فيما تسارع انسحابها من الجبل المطل على بيروت. وأكد ضابط لبناني كبير أن الجنود السوريين غادروا ظهرا أهم موقع لهم في الشمال في مطار القليعات، مشيرا إلى أن ثلاثة أرباع القوات السورية المتمركزة في المرتفعات المطلة على بيروت غادرت مواقعها.
إلى ذلك، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس نقلا عن مسئولين أميركيين وآخرين من الأمم المتحدة أن مبعوث المنظمة الدولية الخاص تيري رود لارسن سيوجه إنذارا للرئيس السوري بشار الأسد حين يلتقيه اليوم في دمشق ملوحا بعزلة سياسية واقتصادية في حال عدم سحب القوات السورية سريعا وبشكل كامل من لبنان. وأفاد مسئول في المنظمة أن لارسن حصل على دعم كبير لتشديد اللهجة مع سورية إذا لم تتجاوب مع القرار .1559 ومن جانبه، نفى الناطق باسم المنظمة في لبنان نجيب الفريجي أن يكون لارسن سينقل تهديدات إلى سورية أو لبنان لأن ذلك مخالف لطبيعة مهمة المنظمة.
وفي بيروت، يبدأ رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي استشاراته البرلمانية الرسمية لتشكيل الحكومة الجديدة الاثنين المقبل. وجدد كرامي تأكيد استعداده للحوار مع المعارضة بلا شروط لتشكيل الحكومة.
وفي السياق ذاته، تقرر تأجيل التظاهرة التي كان يفترض أن تشهدها مدينة طرابلس أمس لشكر سورية والتنديد بـ "1559" ودعم إعادة تكليف كرامي. وأرجع منظمو التظاهرة الإلغاء لسوء الأحوال الجوية. ومن المرتقب تنظيم تظاهرة أخرى لحلفاء دمشق الأحد في مدينة النبطية. ومن جانبه، سخر رئيس مجلس النواب نبيه بري من تصريح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي أعرب فيه عن استيائه البالغ لطلب الرئيس إميل لحود من كرامي إعادة تشكيل الحكومة. وقال بري في برقية بعثها إلى سترو "إن استياء بريطانيا العظمى مهم جدا لنا لذلك نأمل منكم تسمية من ترغبون رئيسا لوزراء لبنان كي نزيل عنكم الهم والغم". وأضاف أنه تجرأ في الإجابة لسببين، الأول هو أن تكليف رئيس الوزراء يأتي أصلا باختيار النواب وليس من رئيس الجمهورية، أما الثاني فهو "الأمل في أن نستطيع في المقابل أن نبدي رأينا بتسمية وزير خارجية بريطانيا... مع الشكر للديمقراطية المخططة لمنطقتنا".
ومن جهة أخرى، دعت روسيا أمس إلى انسحاب المخابرات السورية من لبنان بالتزامن مع انسحاب الجيش وحثت على مشاركة حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية. في وقت صرح فيه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بأن محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تناولت التحقيقات الجارية في شأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
واشنطن - محمد دلبح
قال قائد القيادة المركزية الأميركية جون أبي زيد إنه "عندما تغادر القوات السورية وعندما تطلب الحكومة اللبنانية فنحن مستعدون لتوسيع هذه البرامج واستكشاف برامج أخرى لتحسين القدرات الأمنية اللبنانية عبر مهمات واسعة". وأبلغ أبي زيد لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في مطلع مارس/ آذار الجاري "أن القدرات العسكرية للقيادة المركزية في المنطقة تعمل رادعا ضد أي مزيد من السلوك السوري" الذي وصفه بـ "العدواني". وقال إن أميركا عرضت أيضا مساعدة لبنان في تفكيك المنظمات الفلسطينية ومنظمات المقاومة الأخرى في لبنان.
ومن جانبهم، قال مسئولون أميركيون إن حكومة الرئيس جورج بوش عرضت أن تنظر في زيادة مساعدتها العسكرية للبنان التي تتضمن مبيعات عسكرية وزيادة التدريب ومساعدة أخرى للبنان في حال إتمام سورية انسحابا كاملا من لبنان
العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ
