عادت أخبار عمليات القتل الوحشي والأعمى في العراق تغطي عناوين الصحف العربية ووسائل الإعلام المختلفة. فبعد هدوء مؤقت ساد الساحة العراقية التي شهدت تصعيدا عنيفا إبان عملية الانتخابات العامة والبلدية تجددت هذه الأيام أعمال العنف وأعمال التفجير التي حصدت أرواح العشرات من أبناء الشعب العراقي الأبرياء.

تجيء هذه الجولة الجديدة من العنف في وقت لا تزال القوى السياسية التي خاضت الانتخابات - على أمل تشكيل حكومة عراقية وبرلمان منتخب يكون مقدمة لإنهاء الاحتلال - تعمل جاهدة للاتفاق على حكومة وطنية وتقسيم المناصب القيادية بشكل يحفظ للعراق أمنه واستقراره. ويبدو أن الجماعات المسلحة استغلت هذه الحالة من التجاذبات والمناورات لتسخين الوضع الميداني مرة أخرى وبشكل نوعي أكثر عنفا من السابق.

ولكن ليس من الواضح بعد ما هو هدف هذه التفجيرات الانتحارية وعمليات القتل التي لاتزال تستهدف العراقيين من أفراد شرطة ومسئولين تنفيذيين، وتحصد عشرات الأبرياء ممن لا حول لهم ولا قوة والذين يصادف وجودهم في مناطق الهجمات. لماذا انحسرت الهجمات التي تستهدف جنود الاحتلال إذا كان الهدف من القتل الأعمى هو تحرير العراق؟ وهل سيؤدي قتل المدنيين العراقيين برصاص الغدر إلى خروج المحتل؟

من الواضح أن شكل ونوعيات العمليات الأخيرة هو الترويع ومحاولة إرسال رسالة إلى الاحتلال تقول ان تنظيم "القاعدة" بخير ولم يتأثر على رغم عمليات الفلوجة والموصل والرمادي. لكن يبقى السؤال مطروحا وهو من الذي يقاتل؟ وما الهدف من العمليات؟ ومن العدو الحقيقي لهم؟