العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ

حصاد العمر... على الأوراق

رجل الأعمال عبدالعزيز كانو يوثق (ثروة التجربة)...

الوسط - محرر الشئون المحلية 

01 أبريل 2009

«مهما كانت السيرة الذاتية إدانة أو شجبا، قبولا أو رفضا، تسجيلا أو شهادة، حتى لو كانت وثائقية، فإنها لا تخلو من عنصر أدبي مهما تضاءلت درجة حضوره... أنا رجل واقعي لأبعد الحدود، ولا يهمني أن أضفي على شخصي المتواضع بريقا زائفا يجملني للحظات، وإنما اهتم بأن أتحدث عن نفسي كما أنا بكل مميزاتي وعيوبي وأخطائي قبل حسناتي، راغبا أن أسجل تاريخي الشخصي، وقلما يخلو تاريخ إنسان من الأخطاء والإخفاقات والكبوات».

هذه الفقرة، وردت في التمهيد لكتاب (عبدالعزيز جاسم كانو... ثروة التجربة)، والتي كتبها بقلمه لتكون المدخل نحو فصول الكتاب الذي كتبه الكاتب السعودي خالد عبدالله بوعلي، ويقع في 242 صفحة، واحتوى خمسة أجزاء وأربعة ملاحق.

وفي التمهيد للكتاب ما يرسل (الهدف) بوضوح... فعبدالعزيز يقول: «أنا... ضمير كمنت لا أفضل استخدامه على مدار سنوات حياتي، لقد علمت نفسي كيف تنساه وتتجاهله تماما، فإلغاء الأنا من مفردات قاموس حياتي كان من أهم عوامل نجاحي، حتى في طفولتي كنت أخجل من الفخر بنفسي أو بعائلتي، فنحن - أفراد عائلة كانو - تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن نعيش بروح الجماعة، وأن يحمل الفرد منا عبء الآخرين، وأن ينهل كما ينهلون، كل بجهده وقدراته، وأن نفضل مصلحة العائلة على أية مصلحة شخصية، ولقد تعودت خلال رحلتي الحياتية على ترجمة أفكاري إلى أفعال تؤثر في الآخرين، لتدفعهم لمزيد من النجاح والإنجاز، فلم أنسَ يوما أنني أحمل فوق كاهلي إرث عائلة كانو، وهو أمر ليس باليسير.

والآن، وبعد نيف وسبعين من العمر، أتحدث عن حصار العمر وأنا لا أخشى شيئا سوى الله عز وجل، أفتح صفحات حياتي المطوية للناس... ربما يجدون فيها ما ينفعهم في مشوار حياتهم، ويعينهم على تحمل صدمات الحياة والإخفاق، فأنا استرجع من مخزون الذاكرة وقائع الماضي وأحداثه المتجانسة، وأربطها بالواقع واستشرف بها المستقبل.

ولكن، ما الذي يريده (عبدالعزيز كانو) من هذا السفر؟ الهدف يلخصه في هذه الفقرة من التمهيد: «لقد رأيت ضرورة تسجيل حصاد العمر على بعض الأوراق، ربما ينتفع بتجربتي الأبناء والأحفاد والناس، وبعد أن يبلى الجسد وتصعد الروح إلى بارئها، ويسعدني أن أقدم لكم سيرتي الذاتية لعلها تكون وسيلة للاتصال بيني وبين الذين سمعوا عني ولم يعرفوني عن قرب».


ثروة حقيقة من التجارب

«أنتم أمام ثروة حقيقة من التجارب... أنتم أمام بحر من الخبرات، فخضوا به ما شئتم»... ليست تلك العبارة التي وردت في مقدمة الكاتب خالد بوعلي، بل هي السطر الأخير، فهو يستهل مقدمته بالقول أنه ليس ثمة ما هو أصعب من الكتابة للكبار، الذين تركوا ومازالوا يتركون بصمات جلية على حياة الناس من حولهم، تلك البصمات التي كما تبدو في حضورهم الشخصي تبدو كذلك في حضورهم الاقتصادي والتجاري والإنساني، ولذلك، لم يكن هينا أن أتصدى للكتاب عن عبدالعزيز كانو الذي التقيته للمرة الأولى في مكتبه في الرابع عشر من شهر فبراير/ شباط من العام 1990، في ذلك اليوم لمعت في ذهني فكرة الكتاب الشخصي، كتاب السيرة الذاتية لواحد من أعرق المنتسبين للبيوتات التجارية في منطقة الخليج العربي.

في ذلك البرج، برج كانو الشهير في الدمام، رجعت بالذاكرة إلى بعض المكاتب الصغيرة في المخيلة البعيدة من هذا التاريخ التي تحمل اسم يوسف بن أحمد كانو، كانت متناثرة على سواحل وفرض وموانيء الخليج العربي التي اختصت بالتوكيلات العمومية للعديد من البواخر القادمة من الهند وإيران وكل بقاع وموانئ الدنيا، مشكلة بذلك تاريخ منطقة الخليج الذي ارتبط به «بيت كانو التجاري».

ويذهب إلى الفقرة ما قبل الأخيرة من المقدمة ليقول: «أما الخيار الأعصب فتمثل في اختيار عنوان مناسب، فكان (تجربة الثروة)، مناسبا لسيرة رجل أعمال ينتمي لبيت كانو التجاري العريق والذي يحمل تجربة مميزة في دنيا المال والأعمال لم يسبقه إليها بيت آخر في العالم العربي، إلا أن عبدالعزيز يستحق عنوانا أفضل كونه يمتلك ثروة أهم من ثروة المال تستحق أن يسلط الضوء عليها، فكان العنوان المناسب (ثروة التجربة).


الميلاد... عالم بدائي

ولد عبدالعزيز بن جاسم كانو في ربيع الأول من العام 1932، في بيت عميد العائلة الحاج يوسف بن أحمد كانو، أو البيت الكبير، كما كان يطلق عليه، والذي كان قائما في الموقع المقام عليه حاليا مجمع الزينة التجاري وبرج كانو في قلب العاصمة المنامة، كان ترتيبه الخامس من حيث الميلاد بعد: مريم، محمد، مبارك، عبدالرحمن، وولد بعده عبدالواحد الذي توفي صغيرا ومن ثم عبداللطيف ولولوة، نشأ نشأة ليست مترفة إلى حد كبير، كما أنها ليست متقشفة، وإنما كانت وسطا من الناحية المادية، رغم أن تدني الأحوال المادية لمعظم الناس آنذاك، كان يجعلهم يرون أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. كان شديد الإلحاح والتساؤل بصفة مستمرة في طفولته، أسئلة كثيرة كانت تتوالد في عقله ولا يجد لها إجابة، عن الله والكون ومظاهر الحياة! وكان ذلك مصدر إزعاج لوالديه لأنها كانت متنوعة وكثيرة، إلا أن والده كان يتقبلها بصدر رحب، بينما كانت أمه تزجره عندما لا تعرف إجابة لأسئلته.

يتذكر عبدالعزيز في طفولته عندما كان الأطفال يقفون على شاطئ البحر لرؤية السفن بأشرعتها البيضاء، التي ترتفع على الصواري لبدء رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وكان تجمع الأهالي على أسياف البحر يبعث على الاهتمام بذلك الحدث الجلل، وما زالت أهازيج البحارة وأغانيهم قبل أن تبحر السفن وتخترق عباب البحر، ترن في مسامعه.

ترعرع عبدالعزيز مع أقرانه في البيت الكبير الذي يضم طابقه الأرضي مكاتب الشركة والمستودع، إضافة لقسم خاص بالحاج يوسف وزوجته، وآخر لوالده جاسم وأبنائه، وثالث لعمه علي وأبنائه... زرع الحاج يوسف معنى الأخوة بين الجميع، ونشأوا لا يميزون الأخ من ابن العم، كان الأبناء التسعة إخوة، وينادون بعضهم بعضا كذلك، كانت الجدة الحاجة لولوة بنت ماجد زوجة الحاج يوسف تدير شئون المنزل الكبير، مع والدته وزوجة عمه، واعتاد بقية الأبناء الالتفاف حولها للاستماع لما ترويه من قصص أغلبها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام، إلا أنها كانت أحيانا، تروي لهم قصصا مخيفة، إذا ما بدرت من أحدهم شقاوة ما.


كُتاب (خليل ملاهو)

عندما بلغ عبدالعزيز الخامسة من عمره، بدأ يتعلم بشكل منتظم، وفي ذلك الوقت في العام 1937، كان التعليم بدائيا إلى أبعد الحدود، وكان مصدره الأساسي الكُتاب، فقد أدخله الحاج يوسف كانو وأقرانه من آل كانو كُتاب المطوع (خليل ملاهو) لختم القرآن الكريم.

وكان يدرس معهم عدد كبير من التلاميذ الذين أصبح لهم شأن كبير فيما بعد، ومنهم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة وزير التربية والتعليم، وخالد محمد القصيبي وغيرهما، وكان آل كانو وآل القصيبي أكثرية في كُتاب خليل ملاهو، وكان المطوع الذي درس في كُتابه عاما كاملا، يتقاضى 3 روبيات في الشهر، ولذلك، كان من مصلحته أن يستمر الطلاب معه في الدراسة أطول فترة ممكنة ليستفيد ماديا، وكان عبدالعزيز يصلي الفجر في المسجد، فصلاة الفجر كانت أمرا شديد الأهمية لوالده، ويتناول مع إخوته الإفطار ثم يذهب في السابعة صباحا للمطوع حتى صلاة الظهر، وكان من الضروري تناول الإفطار والغداء والعشاء مع العائلة.


الخطوات الأولى

بدأ عبدالعزيز الدراسة النظامية في مدرسة الهداية الخليفية العام 1939 والتي غيرت لاحقا إلى المدرسة الغربية، وكانت الأجواء مختلفة كثيرا عن كُتاب خليل ملاهو، وأبدى عبدالعزيز التزاما واجتهادا ملحوظين منذ يومه الأول، وكان عدد من أبناء العائلة يدرسون معه، وعلى الرغم من مكانة العائلة، إلا أنهم كانوا يعاملون كالآخرين من الطلاب من دون تمييز، ولم يكن آباؤهم يتدخلون من أجل معاملتهم معاملة خاصة، بل على العكس، كانوا يعطون كل الصلاحيات للمعلمين للتعامل معهم، ويقولون لهم إن عليهم أن يفعلوا معهم ما يشاءون، وإن اشتكوا لهم لم يكونوا يستمعون إليهم، ولم يجدوا وهم أطفال إلا استرضاء المعلمين، والإذعان حتى لو أحسوا بالظلم، وكانوا بالفعل يبجلون المعلمين ويحترمونهم ويقدرونهم، بل من خوفهم منهم لم يكونوا يستطيعون المشي إلى جوارهم في نفس الطريق.


الحرب

هذا الباب من الأبواب المهمة في الكتاب، ففي خريف العام 1939 هاجم الزعيم الألماني النازي هتلر بولندا، وبدأت الحرب العالمية الثانية، كبرى الحروب في التاريخ المعاصر، وامتدت الحرب بين دول الحلفاء ودول المحور من أوروبا لتشمل آسيا وإفريقيا ويصبح الوطن العربي ساحة لها، ولكن الغريب أن تمتد هذه الحرب المدمرة إلى البحرين ودول الخليج العربية، وقتها كان عبدالعزيز في السابعة من عمره ولا يعرف بدقة ماذا تعني هذه الحرب، ولماذا اندلعت، ولكنه كان يسمع حينها أن الزعيم النازي هتلر شخصية سيئة تريد أن تسيطر على العالم، ولم تكن هذه الأفكار واضحة بالنسبة لطفل تربى على التسامح والهدوء، ولم يكن حينها يعرف أن المستقبل ينبئ بحروب بشعة ستمر بها المنطقة بأسرها بل وستكون دولها أطرافا رئيسية فيها، وما زال يتذكر يوم الجمعة في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول من العام 1939 وجمع غفير من الرجال جالسون في مقاعد مقهى عبدالرسول بستكي في المنامة يستمعون للمذياع فيما عرف وقتها بإذاعة برلين العربية، وكان المذيع العراقي يونس بحري يعلن في النشرة أن القوات الألمانية في بولونيا وأنها بداية تحرير أوروبا، وأصدرت الحكومة البحرينية في السابع من سبتمبر من العام 1939 إعلانا تحذر فيه من الاشتباك في حرب ضد الدولة البريطانية العظمى، وأن من يحرض على الاشتباك فيها سوف يعرض نفسه للغرامة، كما أن أي شخص في البحرين يقوم بعمل يقصد به الإضرار بمصالح الحلفاء من منع استقبال باخرة أو طائرة أو عربة سوف يعرض نفسه لعقوبة الحبس لمدة لا تزيد على أربع عشرة سنة، ويمكن نفيه من البلاد، كما أن من يقوم بأعمال للتأثير على الرأي العام سوف يعرض نفسه لعقوبة الحبس لمدة لا تزيد على سنة واحدة أو غرامة قدرها خمسة آلاف روبية، أو كلتا العقوبتين، ويمكن نفيه من البلاد.

وبالطبع، كان هذا الإعلان أمرا طبيعيا في البحرين الخاضعة للنفوذ البريطاني، وبالتالي احتسبت البحرين التي ليس لها ناقة ولا جمل في هذه الحرب ضمن دول الحلفاء، في الوقت الذي كان فيه أغلب البحرينيين لا يسعون وراء شيء سوى لقمة العيش، وعشية إعلان بريطانيا الحرب ضد ألمانيا، بعث الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين ببرقية إلى الملك جورج السادس ملك بريطانيا قال فيها: «إن شيوخ البحرين الذين تربطهم علاقة وثيقة مع الحكومة البريطانية يعربون عن تعاطفهم ومساندتهم لأصدقائهم البريطانيين في الحرب المشتعلة ضد قوى الشر النازية، وقد تبرع الشيخ حمد بـ 30 ألف جنيه استرليني لدعم المجهود الحربي».


فجر جديد

خلال فترة الحرب، لم يكن الحاج يوسف ليشاهد أحوال تجارته وهي تسوء، بل واصل اتصالاته هو وابنا أخيه جاسم وعلي مع الشركات الدولية الأميركية والأوروبية واليابانية والأسترالية والإفريقية من أجل الخروج من ذلك المأزق، واستطاع تسديد معظم ديونه، إلا أن المنية وافته في الحادي والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من العام 1945، وكان رحيله خسارة فادحة، وحزنت عليه البحرين ودول الخليج جميعا، وقام ورثته ابنا أخيه بتسديد ما تبقى من ديونه رغم أن الشركة كانت تعاني نقصا في السيولة ولم يكن لديها سوى أقل من 10 آلاف روبية، ولكن كان عليهما بناء الشركة من جيد، نعم... ليس معهما الكثير من المال، لكن معهما سمعة آل كانو وخبرة العائلة في عالم التجارة.

وكان الحاج يوسف قبل وفاته قد اجتمع مع ابني أخيه جاسم وعلي، وأوصاهما أن تظل الأعمال التجارية باسمه، وأن تؤول كل الممتلكات إليهما، وعلى ذلك، قاما بالتوقيع على صك الهبة والتنازل في محكمة البحرين قبل وفاته بأشهر قليلة، وكان من شروط الصك أن يقوم أولاد جاسم وعلي بتأسيس شركة باستعمال الثروة التي منحهما إياها، وبموجب ذلك، وافقوا على تعيين الابن الأكبر أحمد علي كانوا رئيسا لمجلس الإدارة، ومحمد جاسم كانو نائبا له، كما تم تعيين عبدالله علي كانو ومبارك جاسم كانو عضوين في مجلس الإدارة، أما الأبناء الآخرون فاعطوا أدوارا في الشركة، وقد امتلكوا سويا حصصا بأسمائهم.


رؤية واضحة المعالم

يمضي الكتاب في فصوله ليتناول الكثير من الذكريات والمواقف، حتى يتوقف القارئ عند المساحة الأرحب، حيث يقول عبدالعزيز في باب (كانو اليوم... كانو المستقبل)... عن وضع الشركة: «ننظر للمستقبل بثقة تامة، وفق رؤى واضحة المعالم والأهداف، حيث نركز فيها على زيادة تنوع النشاطات وتكاملها في الوقت نفسه».

ويقول... إن اتباعنا أحدث الأساليب التقنية في الإدارة ونظم المعلومات كان له الأثر المتواصل في النجاحات التي نحققها، كما أننا نعمل على تعزيز مفاهيم التخطيط الاستراتيجي لمحالوة فهم المستقبل أخذ الاحتياجات اللازمة لمواكبة الاتجاهات والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسوقية، سواء في فترات النمو أو الكساد، ولذلك، فنحن ننظر بديناميكية للعمل والمستقبل لتحديد الفرص الاستثمارية المرتقبة ولمعرفة كيفية الاستفادة منها واستغلالها.

لذلك، فنمو حجم استثماراتنا وتنوعها تكون بشكل كبير مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج في السبعينيات والثمانينيات، فهناك جهاز من الخبراء المختصين يقومون بمتابعة وتقييم متطلبات خطط التنمية الاقتصادية لكل دولة في الخليج على حدة، ومن ثم تقديم المشورة للشركة عن اتجاهات الطلب على المنتجات والخدمات المطلوبة، فلقد كان للتجربة القاسية في الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي أثناء الكساد الاقتصادي العالمي ومنافسة اللؤلؤ الياباني للخليجي، وما تلا ذلك من آثار سلبية، أثر إيجابيا في تنمية الوعي الاستثماري لشركاتنا، بحيث اتجهت بعد ذلك نحو الإكثار من تنويع النشاطات وليس وضع كل شيء في سلة واحدة، وبالرغم من الحجم الاستثماري الكبير وتنوع النشاطات والنجاحات الباهرة التي تحققت، تظل سياستنا هي التحفظ بشكل عام وعدم التسرع في اتخاذ القرارات الاستثمارية العليا، والأخذ بالجدوى الاقتصادية الشاملة.

العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً