الوسط - هاني الفردان
حافظ عضو مجلس الشورى ورئيس نقابة العاملين في شركة نفط البحرين (بابكو) عبدالغفار عبدالحسين على موقعه على هرم العمل النقابي في بابكو منذ 28 عاما ومنذ أن تسلم زمام اللجان العمالية في الشركة في مطلع الثمانينيات ولم يتخل عنها أو تتخل عنه حتى الآن، وذلك بعد أن جددت القواعد العمالية في النقابة الثقة في عبدالحسين بأكثرية الأصوات وبواقع 660 صوتا وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.
وخدم عبدالحسين في شركة بابكو 35 عاما، وعمل على تأسيس العمل النقابي في الشركة منذ مطلع العام 1982 مع بداية تشكيل اللجان المشتركة التي بدأت في ثماني شركات في البحرين من بينها شركة بابكو، وتسلم عبدالحسين منصب نائب الرئيس لدورة واحدة، ليتسلم في الدورة الثانية منصب الرئيس وليستمر معه منذ ذلك الوقت حتى الآن مع تغير المسميات من لجان مشتركة لنقابة عمالية.
طرحنا الكثير من الأسئلة على عضو مجلس الشورى ورئيس نقابة بابكو عبدالغفار عبدالحسين عن أسباب بقائه على هرم التنظيم العمالي في الشركة طوال هذه السنوات، وتمسك العمال به وعدم الأخذ بنظريات إحلال الدماء الجديدة التي طالت بعض أعضاء مجلس إدارة النقابة. وإليكم تفاصيل الحوار السريع:
* نبارك لكم فوزكم في انتخابات مجلس إدارة نقابة بابكو طوال هذه السنوات، وهو الأمر الذي يثير تساؤلنا بشأن أسباب تمسك عمال بابكو بكم في رئاسة النقابة منذ الثمانينيات وحتى الآن؟
- الله يبارك فيكم، تسألني عن أسباب تمسك العمال بي طوال السنوات الماضية، فلماذا لم تسأل عن أسباب تمسكي أنا بالعمال طوال هذه السنوات؟ التمسك متبادل بين الطرفين، وأرى أن عمال بابكو لهم أفضال كثيرة علي، وهم من عرفوني على المجتمع بمختلف طبقاته ومستوياته، وهم الأصل الذي لا يستطيع عبدالغفار نكران فضله.
* ما هو الجديد الذي يقدمه عبدالغفار لقواعده العمالية في كل دورة انتخابية، ليعيدوا انتخابه في الدور المقبل؟
- لا جديد، ولكن من الضروري عندما تلتقي بأي عامل أو تعمل على أية قضية عمالية يجب أن تكون صادقا ومخلصا في ذلك العمل، وهذا الصدق والإخلاص هو سلاح لتعزيز الثقة والمكانة لدى العمال. كل من يعمل لصالح المجاميع العمالية بإخلاص ومن خلال الجهود المشتركة والمتفانية سيحقق تلك المكاسب، صحيح قد لا نوفق في تحقيق الكثير من المطالب العمالية، ولكن عندما نحقق ولو جزءا بسيطا للعمال فإنهم سيقدرون ذلك، وهو ما يعبر دائما عن وعي العمال وثقتهم المتينة التي تكبر يوما بعد يوم.
* ولكن هل يكفي ذلك لأن يعيدوا انتخابكم لرئاسة منظمتهم العمالية 28 عاما، على رغم المطالب الدائمة بإحلال دماء جديدة في أي تنظيم سواء كان عماليا أو غيره؟
- ما قلته من قبل جزء من الأسباب، وهناك أسباب أخرى، إذ إن العمال يبادلوني الوفاء بالقدر نفسه الذي أبادلهم به، ودائما ما أشعر أني قصرت في حقهم، فمهما قدمنا لهؤلاء فإننا في النهاية لم نفعل الشيء الكثير لعمال شركة بابكو الذين هم اعتماد هذا البلد وأسباب دخله القومي ونشاط اقتصاده.
* تريد أن تقول إن انتخابكم جزء من الوفاء المتبادل بينكم وبين العمال؟
- نعم، عمال بابكو عمال مميزون على صعيد البحرين، ويمتلكون القناعة الكبيرة والإخلاص في العمل والتفاني والمهارات ووصلوا بالشركة إلى أعلى المستويات.
عمال بابكو وقفوا مع شركتهم في مطلع الثمانينيات عندما وصل سعر برميل النفط إلى سبعة دولارات فقط، ورشدوا من المصاريف لإبقاء الشركة في أفضل أوضاعها، وعندما ارتفع سعر البرميل ووصل إلى أكثر من 100 دولار ومن ثم هبط تفهم العمال ذلك، لوفائهم وإخلاصهم لكل من يعمل من أجلهم.
* سياسة عبدالغفار عبدالحسين سياسة شبيهة بسياسة «شعرة معاوية»، وهناك من يقول إنها أبقتك على هرم العمل النقابي سنوات طويلة لحنكتك في التعاطي مع مختلف الإدارات؟
- بطبيعتي لا أعرف التشدد ولا التعصب، وقد تكون ذلك ميزة ليست جديدة أو جيدة، ولكن أعمل على احتضان كل من يسعى للعمل من أجل العمال، وبالتالي فسياستي في العمال تحقيق المصالح المشتركة بين مختلف الأطراف سواء كان ذلك للعمال أو الشركة لأنهم في النهاية طرفا معادلة النجاح في أية مؤسسة.
* ولكن هناك من يصفك دائما بأنك تسعى لمسك العصا من النصف مع إدارات الشركة، وان إدارة الشركة تفضلك على غيرك على رأس النقابة لأنهم يعرفونك وتعرفهم، فما رأيك في ذلك؟
- صحيح أعرفهم ويعرفوني جيدا، ولكن تبقى مصلحة العامل مقدمة كثيرا لدي على مسائل أخرى. عملت ميكانيكيا في الشركة، وكان تعاملي دائما مع الآلة، وقد لا أجيد استخدامها، إلا أني أتمتع بقدرة على التعامل مع هذه الآلة، وبالتالي فإن التعامل مع الأفراد يتطلب معرفتهم بشكل جيد، وكيفية التعامل معه، على مختلف مستوياتهم.
هذا الفهم لكيفية التعامل مع الأفراد يمكنك دائما فهم العمل وطريقتهم، وكيف تتكلم مع عامل أو مع إداري، للوصول في نهاية المطاف لتحقيق المطالب العمالية وخلق الوفاق بين مختلف الأطراف والخروج بمكاسب من هذا الوفاق لصالح العمال.
* كيف جسدتم ذلك من خلال عملكم النقابي؟ وما هي المكاسب التي حققتموها؟
- بالخبرة ومعرفة الإدارة ومعرفتها لنا كمجموعة في النقابة استطعنا وبالتعاون مع جميع الزملاء من الوصول إلى صرف راتب ثانٍ كبونس لجميع العمال ما يجعل من موازنة صرف راتبي بونس للعمال نحو 20 مليون دولار، وهذا الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، وتطلب عناء كبيرا للوصول إلى توافق بقناعة تامة مع الشركة ومجلس إدارتها.
* أسفرت نتائج الانتخابات عن فوز نائبك السابق والعضو الذي جمدتم عضويته دورة كاملة وهو السيد حسين السيد هاشم، هل هذا يعني أن الخلافات ستستمر في النقابة من جديد؟
- دخول السيد حسين لمجلس إدارة النقابة، دخول بإرادة عمالية، والنقابة ليست حكرا على أحد، وعلى الجميع أن يحترم رغبة العمال. نحن في النقابة نعمل على تحقيق رغبات العمال، ونحن جهاز تنفيذي لما تقره الجمعية العمومية، وانتخاب أي شخص للنقابة يجب أن يحترم ويقدر لأنه رغبة قواعدنا.
* ولكن هل ستمحى الخلافات السابقة؟
- من كل قلبي أتمنى أن يعمل الجميع كفريق واحد، وقد مررنا بمنعطفات في الدورة السابقة، وكان لها دور سلبي انعكس في بعض الأمور، ولكن الكل تعلم منها، وما أتمناه حاليا أن يكون مجلس إدارة النقابة المقبل فريقا ناجحا يلبي طموح الجمعية العمومية للنقابة، وان تكون نموذجا يحتذا به في البحرين.
* هل يمكننا القول إن صفحة بيضاء جديدة لنقابة بابكو مقبلة؟
- صفحاتنا كلها بيضاء، ولا توجد صفحات سوداء، والعمل النقابي يشوبه نوع من الاختلاف والتباين في وجهات النظر وهو أمر طبيعي وصحي، شرط ألا يكون ذلك على حساب العمال.
العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ