في الأسطورة القديمة أن "الآلهة" حكمت على "سيزيف" بأن يحمل صخرة كبيرة ثقيلة على ظهره ويصعد بها إلى قمة الجبل. .. فإذا ما وصل الى القمة سقطت الصخرة الى القاع... فيعود "سيزيف" ليحملها من جديد إلى القمة... وتعود الصخرة إلى السقوط مرة أخرى إلى القاع... وهكذا.
كان حكم المؤبد على "سيزيف" هو أن يظل حائرا والصخرة على ظهره بين القمة والقاع. وأتصور أن سيزيف العصر في البحرين هو مجلس النواب، فهو يحمل صخرة القوانين والتشريعات على ظهره، لكن ما إن ينتهي من واحد منها متصورا أنه وصل إلى القمة حتى يصطدم بجدار الحكومة ومماطلتها في الرد... فتسقط الصخرة من جديد إلى القاع... وهكذا فإن حكم المؤبد على مجلس النواب هو أن يظل حائرا وصخرة القوانين على ظهره بين الحكومة وصراعات النواب الطائفية من طرف آخر.
ومن جانب آخر يبدو أن هناك علاقة ما بين مصارعة الثيران في إسبانيا وصناعة وصوغ القوانين والتشريعات في مجلس النواب؛ في مصارعة الثيران الاسبانية يعرف الثور أنه سيموت في نهاية الشوط، لكنه لا يستطيع أن يهرب من قدره فيثور ويغضب ويناطح ويقاتل حتى يجد نفسه جثة هامدة وفي صناعة وصوغ القوانين والتشريعات تجري عملية السلق بسرعة خاطفة ومن دون تمهل أو تأمل أو مراجعة على رغم أن الذين يفعلون ذلك يدركون جيدا أن مقترحاتهم ستموت بسكتة قلبية اسمها اللعبة السياسية للكتل البرلمانية أو المماطلة الحكومية بحكم القانون. لقد أصبحت القاعدة هي أن تصرخ ثم تصرخ ثم تصرخ لتهيج كالثور وتموت في نهاية المطاف، هكذا هي نهاية كل فعل نيابي سواء كان مقترحا برغبة أو بقانون أو حتى استجواب وزير
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 916 - الأربعاء 09 مارس 2005م الموافق 28 محرم 1426هـ