اعتذار رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني للنواب أمس بشأن ما صدر عنه من عبارات واتهامات "جرحت" النواب في جلسة السبت الماضي، ومقابلتها بتثنية سريعة عبر مداخلة مطعمة بمعاني الحب والتقدير للنائب علي السماهيجي، وتقبل الظهراني حذف تلك العبارات من مضبطة الجلسة كونها "خارج إطار المحبة والوئام"، وهدوء العواصف النيابية بعد فترة وجيزة من مرورها، تبرهن مقولة سابقة استشهد بها النائب محمد فيحان الدوسري، معلقا على وضع النواب في خلافاتهم وهي لأحد القادة الخليجيين تبدو للمرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ قال "نحن مثل الفناجين في الدلة يتراقعون بس ما يتكسرون". فالنواب إذا فعلا كالفناجين أو المواعين التي تتراقع من دون أن تتكسر، ولكن مع ذلك يجب أن يكون للتراقع حدود، وللانكسار درجات يفترض ألا تخرج عن إطار الاحترام المتبادل والذوق والأخلاق، وذلك كما طالب النائب جاسم عبدالعال في جلسة النواب أمس، حينما سادت "الفوضى والإرباكات" الجلسة في الوقت الذي كان يستعد لإلقاء إحدى مداخلاته.

ولكن النواب في جلسة الأمس تراقعوا هذه المرة مع الحكومة، إثر اشتباك النائب السلفي المستقل جاسم السعيدي مع وزيري العمل والعدل مجيد العلوي ومحمد علي الستري، إثر اتهامهما من قبله بـ "الفساد" و"التوظيف العنصري"، والذي على إثره كادت الجلسة أن تحترق بنار الطائفية، من قبل ممثلي الشعب، والذين يفترض فيهم أن يمثلوا الشعب، عوضا عن تمثيل الطائفية في مجلس الشعب. فهل يكون النواب كالفناجين مع الحكومة، أم أن هناك كؤوسا هذه المرة ترى نفسها أطول من الفناجين؟