المثقف يجب الا يلهث وراء تصفيق الناس ولا ان يلهث وراء تلميع وجه السلطات، يجب ان يكون همه ان يقرب الفوارق ويبني بمواقفه الموضوعية القواعد المشتركة بين السلطة والمجتمع ما دام الهدف هو ترسيخ الحقيقة وكي يبقى الوطن هو المعيار لقراءة الأمور لأن المديح الزائد لأي طرف هو عامل مساعد لتسميم الوضع السياسي.
الموضوعية تقتضي التركيز على المكتسبات أكان بعضها صغيرا أو كبيرا سواء من السلطة أو المجتمع فيجب ألا نختزل كل الوزراء في خانة واحدة، كذلك الامر بالنسبة إلى المجتمع عندما تكون هناك أخطاء في الأداء أو الممارسة أو اللافتات. القاعدة الاسلامية تقول: "صديقك من صدقك لا من صدقك". واعتقد ان نقد السلطة في بعض مواضعه هو سبيل صحي لتطوير أدائها ومن يحب السلطة يجب ان يوضح لها بعض أخطائها ويشكرها على بعض ايجابياتها. يعتب الكثير منا على السلطة لعدم تغييرها وضع الاوقاف الجعفرية على رغم كل الأصوات التي ارتفعت، يعتبون عليها عدم القناعة بتوصيل أي فاسد إلى المحكمة، وذلك حدث في مصر لمحافظ الجيزة وفي الأردن لمدير المخابرات البطيخي... كان الكثير يأمل في أزمة صندوق التقاعد والتأمينات أن تتنازل السلطة عن بعض الوزراء، وذاك لم يحدث لأن هناك من الناصحين غير الواقعيين ممن مازالوا يهمسون في اذن الجميع أن التفريط بأي وزير يعني "خدش هيبة الدولة". كثير منا - نحن دعاة الاعتدال كما نزعم - كنا نطمح إلى ان تضع السلطة حدا للمحسوبية والتمييز حتى لا نخرج مع الجمهور، لكنا نفاجأ بتصريحات وزير العمل وبعد يوم يأتينا الوزير ليقول: أنا لم أتحدث عن التمييز وإنما عن المساواة في البلد. واعتبرها أنا لعبة ألفاظ ومصطلحات، لأنك عندما تقول إن هناك مساواة فذلك يعني ان ليس هناك تمييز، وقديما قيل "بأضدادها تعرف الاشياء".
يجب أن نهمس في اذن الحكومة لأننا نحب أن توقف أي وزير من الدخول في التجارة، فدخول الوزير في التجارة مع وجود المنصب يؤدي إلى مزاحمة الناس في أرزاقهم... ونخاطب انفسنا لنكون موضوعيين يجب أن ندقق في بعض الشعارات، وفي بعض اللافتات التي تسبب حساسيات سياسية وقد تؤدي إلى التشكيك في الرؤية، وان نحافظ على توازن الخطاب ودقة الخطاب. فللبحرين خصوصيتها.
عتبنا كبير على وزارة الصحة فهل يعقل عدم وجود سيارة اسعاف واحدة لجميع المراكز الصحية في المنطقة الغربية؟ بالأمس كتبنا وكتبنا عن افتقار منطقة سترة لإسعاف وتحقق الحلم وحصلت سترة على سيارة اسعاف وفرح الأهالي، فيجب الآن أن نطالب باسعاف للمنطقة الغربية، وانه لمن المضحكات المبكيات ان نطالب بإسعاف لمنطقة بكاملها... ذهبت يوم أمس لأعزي أهالي المنطقة الغربية وأهالي الفقيدتين العزيزتين اللتين وافاهما الأجل بسبب حادث تصادم... لمحت الحزن في كل مكان والدموع تترقرق من عيون الأهالي والحسرة تعتصر قلوبهم لفقدانهما. الاهالي اخذوا يشكون من تأخر سيارة الاسعاف إذ لم تصل - كما يقولون - إلا بعد ساعة من الحادث وهناك من حضر موقع الحادث. لماذا تبقى المنطقة الغربية بلا اسعاف على رغم وجود ثلاثة مراكز صحيبها؟
كل البحرين تأثرت للحادث الأليم وفجعنا جميعا لرحيل هاتين المواطنتين وكل البحرين تعزي اهاليهما، وكل الأمل ان تستجيب وزارة الصحة بتوفير ما يحد من تفاقم آلام المواطنين
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 915 - الثلثاء 08 مارس 2005م الموافق 27 محرم 1426هـ