لعل الخبر المحزن بالتأكيد إلى محبي المنتخب الوطني وهو استقالة المدرب الكرواتي ستريشكو قبيل دخول المنتخب في المرحلة الثانية لتصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم سيمثل النقطة الفصل في انطلاقة أو توقف المنتخب عند هذا الحد من الطفرة التي عاشتها كرة القدم البحرينية طوال السنوات القليلة الماضية والتي وضع فيها المنتخب له سمعة تسبقه قبل كل لقاء يلعبه مع أي منتخب أو فريق.
حقيقة لم يكن أكثر المتشائمين ينتظرون هذه الاستقالة خصوصا أولئك الذين كانوا يدافعون عن فكر وخطط ستريشكو وعقليته التي يلعب بها والأسماء التي يقوم دائما باستدعائها أو حتى تلك التي يستبعدها، إلا أن عالم الاحتراف الذي لا يفتكر إلا بالأموال لم يعطى جميع الأمور الإيجابية التي كان يعيشها المدرب مع الفريق طوال المدة التي استلمها وحقق فيها أكثر من إنجاز.
لكن ما عسانا أن نقول، فلربما تكون هذه الاستقالة هي الانطلاقة الحقيقية للفريق الذي بالتأكيد سيدخل إلى فكر جديد مع مدرب جديد سيكون أفضل بكثير من ستريشكو خصوصا وان طريقة اللعب لدى الفريق الوطني أصبحت مكشوفة أمام جميع الفرق المنافسة، وسيكون فكر المدرب الجديد محيرا بالتأكيد إلى الفرق الأخرى التي سيقابلها منتخبنا في الأيام المقبلة.
إلا أن الأمر لا يخلو من الصعوبة في الوقت ذاته، إذ سيكون المدرب الجديد تحت الأمر الواقع وهو يلعب تحت ضغط كبير وهي التصفيات خصوصا وأن المباريات المقبلة ستكون حاسمة للفريق ويحتاج من خلاله إلى تقوية فرصه نحو التأهل.
إذ سيكون الحمل الأكثر بالتأكيد على مساعدي المدرب وإداري الفريق الذين يجب عليهم الدخول سريعا في نقل لاعبي الفريق إلى مرحلة جديدة بعد فترة ستريشكو، فيما سيكون العمل أكثر على العامل النفسي ومحاولة نسيان المضي وتحفيز اللاعبين على أن يظهروا كل عزيمتهم وقوتهم في وقت الشدة، فالمطلوب أن يكون اللاعبون محل ثقة الجماهير التي تتابع بشغف منتخبها، وحينها لا بد أن يظهر مفهوم الاحتراف لدى اللاعبين في هذه الفترة بالذات، فالمرحلة تتطلب جهدا فوق الطاقة من الجميع من أجل تخطي الضائقة التي وقعت فيها الكرة البحرينية
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 915 - الثلثاء 08 مارس 2005م الموافق 27 محرم 1426هـ