المفارقة التي تتحدث عنها البطون الممتلئة "لا تبدو مضحكة مبكية"، بل ان المضحك المبكي هو نظرة صاحب ذلك التعبير إلى اعتصام العاطلين واصفا إياه بـ "مظاهرة خمس نجوم" لمجرد أن أحد أصحابه مر عند خروجه من مجمع السيف - كما يقول - على تلك المظاهرة وأخبره أن المتظاهرين يحملون أجهزة "موبايل" من مختلف وأرقى الماركات العالمية، ولا يقل سعر كل هاتف عن مئتي دينار، فوجدها فرصة سانحة ليغني على ليلاه ويسخر من العاطلين عن العمل، ويحط من شأن البؤساء والفقراء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى "السيف" للتسوق مثل صاحبه الذي أخبره بالهواتف!

الرغيف الذي حمله العاطلون عن العمل والذي سخر به قائلا: "اليوم يرفعون "أرغفة الخبز" في المظاهرات السياسية وغدا يرفعون سندويشات ماكدونالدز"، ذلك الرغيف لا تستطيع شراءه بعض العائلات البحرينية التي تسكن بجوار "السيف" الذي خرج منه صاحبه!

ثم ان ذلك الرغيف الذي استهزأ به وحرض الحكومة على رافعيه، عندما اتهمتهم بـ "الإساءة إلى سمعة البحرين" لا يعبر عن البطن الخاوي فقط، ولو كان كذلك لعذرته لأن بطنه لم يذق مرارة الجوع، وكان في كل أيامه ممتلئا من مطاعم "السيف"! بل يعبر ذلك الرغيف عن الوضع المعيشي المتردي لآلاف العائلات البحرينية، والتي أكدتها إحصاءات "ماكينزي" ويسعى سمو ولي العهد إلى إيجاد الحلول الناجعة لها، ولكن هذه الأقلام التي تشوه صورة البلد هي أكبر عائق لمشروع الإصلاح الاقتصادي الذي سيتيح لكل العائلات البحرينية دخول "السيف" الذي خرج منه صاحبه!

ثم ماذا يريد أن يقول من ذلك كله؟ إن البطالة كذبة؟ وإن الفقر وهم؟ وإن الجميع أغنياء؟ إذا لماذا مشروع المقشع ومشروع البيوت الآيلة للسقوط وغيرها؟ ثم ان إحصاءات الحكومة تقر بأرقام البطالة وتعترف بأن ليس كل المواطنين يأكلون من "بيتزا هت" مثل صاحبه المداوم علي زيارة "السيف"