لعله من الأمور المتبعة عند عامة الناس انه عندما تقدم على اتخاذ قرار في أي شأن من شئون الحياة، أن نذكر الايجابيات والسلبيات، ونحدث هناك نوعا من التوازنات الحقيقية، حتى نتمكن في نهاية المطاف من اتخاذ قرار حكيم ومناسب، ولعل موضوع وجود المرأة في المجالس البلدية من الأمور المهمة التي إلى الآن لم يتم اتخاذ فيها قرارات حاسمة، ولكن هناك ربما مخاوف هنا وهناك من مسألة دخول المرأة من عدمه، وهذا راجع بطبيعة الحال إلى عدة أمور، منها: العمل البلدي وما يواجه أعضاء المجالس البلدية من صراعات وصعوبات وتحديات بالغة نتيجة حداثة التجربة ونضارتها، صعبت بالتالي إمكان وجود المرأة في العمل البلدي.
وفي هذا المقال أسرد مجموعة من سلبيات وإيجابيات مشاركة المرأة في العمل البلدي، إليكم إياها:
ايجابيات مشاركة المرأة
مشاركة المرأة في العمل البلدي كمرشحة:
يساهم في توسيع دائرة مشاركة المرأة في العمل السياسي، ووجودها في مواقع صنع القرار السياسي.
ممارسة المرأة لحق من حقوقها السياسية كناخبة وكمرشحة.
يعني الامتثال للاتفاقات الدولية والتي تخص الشأن النسوي، كإزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة... وغيرها.
ممارسة حقها كمواطن له حقوق وعليه واجبات.
يعني اندماج المرأة في الحياة العامة والشئون العامة.
تفعيل دور المرأة وإعطاؤها أدوارها الحقيقية كشريك فاعل في المجتمع.
يعني صقل مهارات المرأة.
الاستفادة من إمكانات واستعدادات المرأة.
عدم تهميش دور المرأة في المجتمع.
لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بتحجيم دور المرأة.
المرأة جزء من مجتمعها وبالتالي لابد من تمثيلها وإعطائها فرصتها الكافية لخدمة مجتمعها.
مشاركة المرأة يعني العمل على تمكينها مستقبلا.
مشاركة المرأة يعني الالتفات إلى القضايا التي تخص المرأة.
مشاركة المرأة يعني السماح لأكبر قطاع ممكن من النساء للتحرك لتحريك الكثير من القضايا الخاصة بالعمل البلدي من خلال التفاعل في مجلس عضوة المجلس البلدي.
مشاركة المرأة يعني سماع صوت المرأة ورأيها في الكثير من القضايا المجتمعية.
مشاركة المرأة يعني تفعيل دور المرأة والتعامل معها على أنها طاقة ليست معطلة.
سلبيات مشاركة المرأة
تعرض المرأة للكثير من المواقف الصعبة وغير المناسبة لطبيعة المرأة بسبب طبيعة العمل البلدي الشاق والخشن والتي لا يتناسب ربما مع طبيعة المرأة "الرقيقية".
العمل البلدي غير ظريف وبالتالي لا يتناسب مع طبيعة المرأة.
العمل البلدي بطبيعة الحال يعتمد على سياسية المجلس المفتوح وبالتالي لا يليق للمرأة المؤمنة المحتشمة، لأن طبيعة العمل يتطلب منها الالتقاء مع الرجال بجميع الأطياف والألوان وفي أوقات ربما تكون مزعجة بالنسبة إليها وفي أماكن غير لائقة وبالتالي تعرض المرأة للاختلاط.
طبيعة العمل البلدي ميداني ولا مكان و لا زمان محدد له وبالتالي قد يؤثر على رسالة المرأة، وخصوصا أن المجتمع الخليجي لايزال فيه دور المرأة كبيرا جدا داخل الأسرة سواء من خلال تدبير شئون المنزل أو متابعة شئون الأولاد والتربية، وبالتالي قد يكون العمل البلدي أحد أسباب عدم توافر الاستقرار الأسري للمرأة وبالتالي الاخلال بالمسئوليات المناطة بها كربة بيت وكأم وكزوجة، وهذه معادلة قد تكون صعبة التحقيق.
العمل البلدي عمل خدماتي قد لا يليق مع طبيعة المرأة، البنى التحتية، الكهرباء، الماء، المجاري... غيرها الكثير.
في نهاية المطاف يبقى قرار المرأة في الترشح من عدمه قرار شخصي لابد أن يكون مدروسا من جميع جوانبه، من قبل المرأة، ويبقى ألا تكون مهمتنا الأساسية قتل الطموح والأحلام، وبالتالي لا نضع العصا في العجلة، أو وضع العربة أمام الحصان، بل ندعها تسير بأمان وفق قناعتها وإرادتها، علينا أن نقدم رؤانا ودراستنا للموضوع، ولكن لا يعني ذلك أن نتخلى عن دورنا في مراقبة الأمور ميدانيا، فمهمتنا لا تنتهي بالتنظير، وإنما تبدأ به، ولنتذكر بأن لكل مهنة محاذير ومعوقات معينة، وفي نظري لا توجد هناك إلى الآن مهنة بلا متاعب وبلا هموم ولو أخذنا على عاتقنا مهمة البحث عن مهنة بلا متاعب وبلا محاذير لتسرب التعب الينا، ولعل هذه الجوانب السلبية الموجودة في طبيعة العمل البلدي هي المحاذير ذاتها التي نتكلم عنها في المهن المختلفة، فليس ذلك عذرا مقبولا لترك المرأة مكانها خاليا وشاغرا أمام تحديات كبرى أمامها، لتأكيد أنها القادرة على التعاطي مع الأمور المختلفة نظرا لمرونتها ولقدرتها على التكيف فأعتقد بأن توزيع الأدوار والتفويضات والتكليفات التي من المفترض أن تكون المفتاح السحري للكثير من المهمات التي لا تكون بمقدور المرأة القيام بها، ربما تكتيك كهذا سيعمل على تذليل الكثير من الصعوبات والمعوقات التي يعج به الواقع الصعب للعمل البلدي بالنسبة إلى المرأة.
ولا ننسى بأن البحرينية حققت نجاحات كبيرة بتوليها الكثير من المناصب كمهندسة معمارية ومدنية وميكانيكية وكهربائية أي شملت الجانبين الفني والتقني وتمكنت حينها من الوصول إلى مراكز عليا كمديرة إدارة أو أقسام، وبالتالي لايزال هناك آمال لتحقيق نجاحات، ربما الصعوبات تكون أكبر إذا كان المرشحة بعيدة كل البعد عن واقع العمل البلدي خصوصا إذا تحدثنا عن معلمة على سبيل المثال وتنوي الترشح للمجلس البلدي بطبيعة الحال الوضع قد يكون مشكلا نتيجة للتغير التام في نوعية العمل
إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"العدد 915 - الثلثاء 08 مارس 2005م الموافق 27 محرم 1426هـ