العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ

آدم حنين يصنع بالحجوم والأشكال كلماته الرشيقة

أقيم معرضه بعمارة بن مطر

يدان صلبتان تصقل البرونز، وقلب رقيق يكوّر الجرانيت، ثلاثة أمتار أو أربعة أمتار الحجم ليس مهما عند النحات، المهم الرؤية، وحيث تحضر الأخيرة هذه تنطق الخامة ويتشيأ الحجم، هكذا يلوح لك آدم حنين في معرضه بعمارة بن مطر بنوافذها المفتوحة ضمن ربيع الثقافة برعاية مركز الشيخ إبراهيم ومجلس التنمية.

العمل عند حنين قائم على الثنائيات وعلاقتها ببعضها البعض، حيث يجمعها ويكوّن منها جملة صغيرة وتكبر الجملة فتعبر عن العمل بأكمله، والصيغة عنده تعلن عن نفسها بشكل مستقل ولا يفكر فيها هكذا بكل بساطة يعبر الرجل عن أعماله بروح تستعير صيغتي الكلمة والجملة ليصف الحوار الذي تحييه أعماله في روح متلقيه.

وبحسب آدم حنين في لحظة بوح أخذنا فيها إلى عالمه «كنحات أنت تدخل عالما تعبر عنه ومن خلاله فتخاطب الآخر، وليس غريبا على مصري هذا الألق فالنحت مكانه الأول في مصر، عندي مفردات أنحتها وليت شعري، كيف تقول جملة من غير مفردات، بقيت طوال عمري أبحث عن مفردات وأعمقها».

وتلتفت يمينا فتجد الطائر كلمة مفردة من المفردات وواحدا من الثنائيات التي تحدث عنها، وتستحثه على البوح فيجهر لك «ليس كل صاحب حرفة فنان الحرفة شيء والفن شيء آخر، الفن لغة أخرى، المفردات أنت تصنعها وتخرج منها الأشكال والعكس»

وتنظر للأشكال والأواني هكذا بكل بساطة المفردات تتكلم وتقول عنه ما أراد أن يقول «جلست سنينا أبحث عن المفردات وها هي مفرداتي تعبر كما تشاء، الكلمة جميلة وكل حرف له جماله الخاص حيث الصوت اللغة، ولكل واحد منا معجمه الخاص وهذا هو معجمي، الذي صنعته واختبرته مرارا فصار يعبر عني، لقد جلست مع أشيائي طويلا حتى تحدثت بنفسها».

ويميل بنا إلى ردهة أخرى هكذا بتلقائية شديدة حيث يحملق القط في المرآة فيشير «من المفردة انتقلت للجملة، القط والمرايا» ثنائيتان تكونان جملة مكتملة، وموقفا يرصده الفنان بيديه يشكله دراميا قطة تنظر لنفسها في المرآة ماذا عساها أن ترى.

ويطلق جملة «الله محبة» فتضيع في أرواح الحجوم والأشكال حيث تتسرب المحبة في تكور الأشياء، ويحضر الإله دائما في صلابة الأشياء التي صنعها الإنسان منذ القدم ليعبر عما يروعه فيلجأ لصلابته يستمد منه الثبات.

ومن الجمع بين الشدة والرخاوة وتليين الصلب، وتصليب اللين تتقابل الثنائيات، في مفردات متقابلة فتنع جمل الرجل، وتميل بك الأشياء إلى التأمل.

وتستحث المسافة لأن تقول عنها ما يلوح من رؤية، حيث يتكلم الفراغ ويعبر عما تمتلء به الذات مما وراء الأشياء.

وتميل جانبا إلى رسوم أدم حنين فتجد «ما يقوله النحات مع حجومه وأشكاله يقوله أيضا في الرسم» حيث تحضر المسطحات وتحضر الظلال وتحضر الزوايا الأقواس فتكاد تلمسها في تشيوئها.

يستحثك حنين بأعماله لفكرة السيطرة على الأشياء، حيث يلين القاسي والصلب لفكرته ويعبر من خلاله عما وراء الشكل والحجم من معنى، خصوصا حين يستعير ثنائية المعنى والكلمة ليعبر عن اشتغاله بالمادة والشكل تماما كما هو «عمل البلاغة» كما يشير لك في بوحه حين يقارن بين المتكلم الشاعر وبين عمل النحات فحين يعمل الشاعر بالكلمات وتعبر عنه يعمل النحات بالحجوم والأشكال فيزاوج بينها فتقول عنه ما أراد ومالم يرد .

العدد 2400 - الأربعاء 01 أبريل 2009م الموافق 05 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً