اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الثانية من معرض «دبي الفن الآثار التصميم»، حيث اعتبره كبار الشخصيات ورواد الفنون في منطقة الشرق الأوسط بأنه الحدث الأبرز على قائمة الفعاليات الفنية والثقافية التي شهدتها وتشهدها منطقة الخليج العربي حاليا.

وجرت فعاليات المعرض، الذي أطلقته دار هوتون العالمية للمعارض في العام 2008 في دبي، بين 18 - 21 من شهر فبراير/شباط الماضي في ظل الخلفية المعقدة التي شهدها هذا العام والتي عانت من خلالها العديد من دول الخليج الغنية من مشكلات اقتصادية في ظل هذا المناخ الاقتصادي العالمي الصعب.

وعلى الرغم من ذلك، ارتفع عدد الزوار الذين حضروا فعاليات المعرض خلال العام 2008، حيث زار الكثير من كبار العائلات والشخصيات من جميع أنحاء المنطقة فعاليات المعرض بشكل يومي أو من ناب عنهم من ممثليهم. ونظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة، فقد كانت السوق أكثر صعوبة من حيث المبيعات خلال العام 2008 كما لوحظ من قبل معظم العارضين. ومع ذلك، فقد أفاد هؤلاء العارضون عن اهتمام واسع بمجموعات متنوعة من القطع والأعمال الفنية التي تميز بها المعرض، حيث أبدى الكثير منهم تفاؤله بأن المبيعات التي شهدها المعرض ستشهد ارتفاعا في الأيام والأسابيع القادمة.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال بريان هوتون، من هوتون العالمية للمعارض، الشركة المنظمة لمعرض «دبي الفن الآثار التصميم»: «إننا سعداء، منذ معرضنا الافتتاحي الذي أقيم السنة الماضية، بأن نشهد هذا الاهتمام الكبير الذي استقطبه المعرض من جميع أنحاء منطقة الخليج العربي، والتي أكدت أن هناك سوقا حيوية وغير مطروقة من عشاق ومحبي اقتناء وشراء الأعمال والقطع الفنية في المنطقة».

ومن الصالات الفنية المشاركة التي أفادت عن تحقيقها مبيعات مميزة برزت صالة «سلادمور سكلبتشر» (لندن)، والتي تشارك في المعرض لأول مره هذا العام، إلا أنها تحظى بحضور مميز في منطقة الشرق الأوسط لما تعرضه من تماثيل معاصرة تعود للقرنين التاسع عشر والعشرين. وقد قامت الصالة ببيع العديد من الأعمال وتأمل ببيع المزيد في الفترة القادمة. ومن كبار تجار الفنون الدوليون الذين كان لهم مشاركة كبيرة في المعرض برز كل من «كوبمان رير آرتس» (لندن) لما تميزوا به من أعمال فنية فضية وأثريات، و»رونالد فيليبس ليميتد» (لندن) لما تميزت به من مفروشات وأثريات إنكليزية تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقد أشادت كلتا الصالتين «بالاهتمام الكبير» حيث تم حجز عدد من الأعمال الفنية لديهم؛ كما عبرت القيمون على صالة «متحف» الفنية (لندن) عن سعادتهم البالغة بالأعمال التي حققوها خلال المعرض؛ في حين حققت صالة «برنارد شابيرو للكتب النادرة» بعض المبيعات على الرغم من هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة كما أفادوا؛ في حين عبرت صالة «سام فوغ» (لندن) عن سعادتها بمستوى الاهتمام التي شهدته في منطقة الشرق الأوسط بمجموعة الأعمال الإسلامية لديهم، وهو الشعور ذاته الذي عبرت عنه صالة «بريان هوتون» (لندن) نظرا للاهتمام الجاد الذي لمسوه بمجموعة أعمال البورسلان القاري، حيث أفادوا عن حجز عدد من القطع مع اختتام فعاليات المعرض.

كما شاركت صالة «مجلس»، واحدة من أعرق وأقدم الصالات الفنية في الإمارات العربية المتحدة، مرة أخرى خلال فعاليات المعرض لعام 2009، حيث عرضت الكثير من اللوحات الفنية المائية ذات الجودة العالية والتي تعود للفنان أكسندر كروسويل، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الفنية الأخرى. حيث عبر القيمون على الصالة بسعادتهم البالغة بالقول «إننا سعداء جدا بمشاركتنا بفعاليات المعرض بدورته لعام 2009، حيث عملنا على تأسيس الكثير من العلاقات مع العملاء التي تميزت بالتنوع خارج نطاق مجموعة الأعمال الفنية الحالية التي تمتلكها الصالة. وقد شكل المعرض منصة مثالية لعرض الأعمال التي تعود لأحد أبرز فنانينا والالتقاء بمشترين جدد في ظل التوسع المطرد الذي تشهده سوق الأعمال الفنية في المنطقة».

وفيما بدا كأنه تحية واعتراف بالنجاح الكبير لمنظمي المعرض، شركة هوتون العالمية للمعارض، فقد اختار الكثير من الفنانين من المنطقة والعالم دبي كمنصة دولية لطرح أعمالهم ضمن فئة الأعمال الإسلامية والفنون المرصعة بالذهب. وبرزت ضمن هذه الفئة الفنانة السعودية عديلة بندقجي، التي عملت على تزيين تصاميمها ومطرزاتها التي حاكتها بخيوط حريرية بآيات من القرآن الكريم، بالإضافة إلى الفنانة ليلي بالارد من كاليفورنيا، التي عرضت تصاميم المجوهرات الخاصة التي أبدعتها يدها. واستقطبت كلتا الفنانتين اهتماما واسعا من جمهور المشترين في المنطقة.