حينما برزت المناداة بتدشين ميثاق شرف يوقعه النواب تباينت الرؤى فيما بينهم بين جدواه من عدمه، فمنهم من تمنى أن يمثل بادرة خير تنهي الخلافات، فيما رفضه البعض بدعوى عدم الحاجة إليه من الأساس في ظل وجود لوائح وقوانين ارتضاها الجميع، ما يلزم بتطبيق ما جاء فيها أو على الأقل العمل على تفعيله، ناهيك عن القسم بالإخلاص للوطن والمواطنين. بيد أن واقع المجلس - كما يبدو - سيظل كما هو، أجواؤه مشتعلة أحيانا عدة بفتيل عدم الاحترام، ومشحونة بالخلافات والمشادات الساخنة. لدرجة يتراءى معها حاجة بعض الأعضاء إلى منهج للأخلاقيات، كما يطالب نواب الحكومة بتخصيص منهج دراسي مختص بحقوق الإنسان مثلا.
ما تتجلى من وضعية بالنسبة للكثيرين داخل قاعة المجلس أو أمام الناس إظهار أنفسهم "سوبرمان" وهو الوصف الذي أطلقه رئيس المجلس على بعضهم في جلسة السبت الماضي، إلا أنه قد يبدو "سوبرمان" في الظاهر أو أمام الناس وكاميرات الإعلام فحسب، بينما هو في جوهره قد يكون "شرشبيل" في حي "السنافر".
وذلك كما هو حال بعض "المتدينين" رياء أمام الناس، وهم في حقيقة أمرهم بعيدون عن أبسط القيم والخلق الدينية. وهو أيضا حال البعض قبل وبعد دخول البرلمان ليتبدل التوجه من إصرار فعلي على تطبيق الوعود إلى تراخ "شعاراتي"، وكما هو حال بعض المخطوبين أو المتزوجين، قبل وبعد الخطوبة أو الزواج، لتتبدل الحياة أحيانا مع هؤلاء المساكين من نعيم "الرعاية" إلى جحيم "التطنيش" والذي قد تنجح أو تفشل - بضربة حظ - مساعي إصلاحه.
ومع كل تلك الأحوال غالبا ما يضم قاموس الخلافات النيابية اعتذارات، قد تكون "بنفس" أو "من دون نفس"، ولكن الوضع العام يشير إلى ان "الرجل الرجل" هو من يعتذر عن خطأ بدر منه، عوضا عن تناسيه أو إنكاره أو الدفع تجاه تضليله
العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ