كثير منا يسأل لماذا كل هذا الضجيج المفتعل من قبل بعض التيارات الاسلامية في الكويت ضد مشاركة المرأة في مجلس الأمة ترشيحا وانتخابا، فهل الرجل خلق من ضلع مستقيم والمرأة خلقت من ضلع أعوج؟ يطلع علينا بعض هؤلاء الاسلاميين ويملؤون القنوات الفضائية صراخا وهم يهتفون "نعم للمرأة" "الاسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة" و"الاسلام أعطى حقوقا سياسية للمرأة وعند التطبيق على الأرض يمارسون دورا ازدواجيا لحسابات انتخابية وليست شرعية والا لماذا يحق للمواطن الكويتي أن يشارك في الانتخابات ولا يحق للمرأة الكويتية؟ ومن قال ان الاسلام يرفض ذلك، ومن ذا الذي يحق له في الكويت النطق باسم السماء وكأنه الناطق الرسمي؟. .. المجتمع الكويتي يجب ألا يخطف لصالح أحد ولو كنت في الكويت لصوت لصالح مشاركة المرأة الكويتية انه زمن التخلف انها ثقافة قروسطية لا يمكن قبولها أو تبريرها ولا أحد يستطيع ان يحتكر السماء ليمنع المرأة من المشاركة، والديمقراطية تصبح منقوصة عندما يغيب الجزء الأكمل من المجتمع حتى لو جئنا من ناحية فقهية فغالبية الفقهاء لا يمانعون من مشاركة المرأة في السياسة وهناك مفتي الأزهر ومفتي لبنان ومفتي سورية وبين يدينا خطابات الشيخ القرضاوي فهي واضحة في ذلك ولو اطلعنا على الكتب الفقهية للسيد فضل الله والشيخ شمس الدين والسيد السيستاني وغيرهم فهل يمانعون في ذلك؟
لقد آن الأوان للمرأة الكويتية ان تدعم في دعوتها وان يتضامن معها المجتمع الكويتي بمؤسساته المجتمعية وانه لمفارقة كبرى أن يقف نواب برلمان ضد مشاركة المرأة في السياسة ربما تكون الحسبة سياسية ودخول المرأة على الخط قد يعمل على خلخلة التوازنات الانتخابية ويشتت الأصوات وهناك نواب يعيبون على الأنظمة احتكار السلطة من الكرسي إلى القبر وكذلك هم يفعلون ليحتكروا مقعد المجلس من المجلس الى القبر لكنهم لا يقدرون ان يقولوها وليس هنالك سبيل الا تجيير الدين وشرعنة الموقف في انتقائية واضحة لإسقاط حق المرأة من المشاركة.
يعز علينا ان نرى المرأة البحرينية تشارك في المجلس البلدي والبرلمان والشورى ولا نرى الكويتية تعطى الفرصة ذاتها... وها هي المرأة تتقلد مناصب مهمة في البحرين وفي قطر وفي عمان، وفي الكويت تمانع مثل هذه التيارات ذلك... أليس ذلك تناقضا... أين هي المساواة؟ اين هي العدالة؟ اين هي الآيات والروايات التي يلوكونها عبر الميكرفونات. الخطأ ليس في الإسلام، فالإسلام لا يمنع ذلك وقد درسنا الشريعة 15 عاما ولم نر رواية ولا آية تمنع المرأة من الانتخاب أو الترشح... لكل تيار اجتهاده لكن ليس من حقه ان يفرضه على الدولة أو على المجتمع بادعاء احتكار الحقيقة.
مسكينة هي المرأة الكويتية. لها الله وهي تشاهد المرأة العراقية وهي للتو خرجت من نفق الديكتاتورية وها هي تصوت في الانتخابات على رغم حداثة ديمقراطيتها وتبقى المرأة الكويتية أسيرة الإلغاء.
ملاحظة
- يوم أمس نسيت طرح تاريخ انعقاد مسرحية الجوشن والتي ستقام على صالة مدرسة الشيخ عبدالعزيز آل خليفة الثانوية للبنين فالتاريخ 9 مارس/ آذار الساعة 30:8 وهي مسرحية تجسد الوحدة الوطنية فالمشاركون يمثلون الطيف البحريني ولعلها تكون أول سابقة في ذلك ومدعومة من مسرح أوال فالحضور مهم حتى يتم تشجيع الكفاءات الوطنية وهي خدمة نقدمها إلى الوطن وإلى كربلاء ونشكر أيضا المخرج القدير محمد الحجيري وإدارة مسرح أوال وإدارة الثقافة والفنون
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ