واحدة من القضايا الرئيسية التي تحدثت عنها ورشة العمل التي نظمها مجلس التنمية الاقتصادية في 24 فبراير/ شباط الماضي كانت تدور حول موضوع الطاقة وحاجة البحرين إلى استراتيجية واضحة. فالطاقة الكهربائية تحتاج إلى استراتيجية، وهذه الطاقة تحتاج إلى استراتيجية للغاز "لأن الوقود الذي يحرك المحركات الكهربائية يعتمد عليه" كما تحتاج إلى وضوح أكثر بالنسبة إلى النفط الذي تحصل عليه من حقل أبوسعفة، الذي انخفض مع مطلع العام الجاري من 200 ألف برميل يوميا إلى 150 برميلا يوميا "كانت السعودية تضيف على ما ينتجه الحقل 50 ألف برميل يوميا من حقول أخرى".

مصهر الألمنيوم يحتاج إلى الغاز من أجل البدء في تشييد خط الصهر السادس، وهذا لا يمكن أن يتحرك إلا إذا ضمنت ألبا الحصول على غاز من إحدى دول الجوار.

على أن البحرين ليست الوحيدة في العالم التي تعاني من هذه المشكلة، بل أن بلدا مثل سنغافورة ليست لديها موارد طبيعية ومع ذلك استطاعت حكومتها أن تبني اقتصادا متطورا. اليابان، وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، تعمل على عدة خيارات من أجل الاستمرار في تطويرها الاقتصادي. فبالإضافة إلى اعتمادها على ما تستورده من نفط وغاز فإنها تستخدم الطاقة النووية كما أنها تشيد عدة مصانع كبرى لتحويل الفحم الحجري إلى غاز يتكون من أول أكسيد الكربون والهيدروجين، وهو أفضل من الغاز الطبيعي من ناحية المحافظة على البيئة. ومع أن الثمن مرتفع جدا لتشييد مصانع ضخمة من أجل هذا الغرض، إلا أن الخطة الاستراتيجية واضحة بالنسبة إلى تطوير خيارات الطاقة.

والهند ايضا لديها خطتها وأفكارها للحفاظ على نموها الاقتصادي الحالي، بل أن رئيس الجمهورية الهندي قال في خطاب له في يناير/ كانون الثاني الماضي إن على الهند أن تزرع اشجارا من نوع خاص تنتج أحد أنواع الوقود من دهنها الذي يستخرج منها، وتحدث عن فكرة تخصيص نحو 33 مليون هكتار لزرع هذا النوع من الاشجار التي بإمكانها أن تتجدد في عطائها لأحد أنواع الوقود مستقبلا. وقال إن التجارب التي أجريت على هذا النوع من الأشجار في جامعة تاميل - نادو الزراعية مشجعة وإن اجزاء واسعة من الهند يمكنها أن تحتضن هذا النوع من الأشجار.

بالنسبة إلينا في البحرين، فإننا لا نستطيع أن نفعل ما تفعله اليابان أو ما ستفعله الهند، ولكن بإمكاننا أن نتحرك سريعا نحو التكامل الاقتصادي مع دول الجوار، لاسيما قطر التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم وهي تزود الإمارات عبر انابيب استكملت العام الماضي.

وكانت قطر قد أجرت محادثات مع الكويت بتزويد الأخيرة بالغاز القطري، وهو أمر نحتاجه نحن أكثر من الكويت. كما أن بإمكان الحكومة أن تفتح المجال لأن يدخل القطاع الخاص "الذي يتحرك برؤوس أموال محلية وأجنبية" في هذا المجال بحيث يمكن الاتفاق مع الشركات الكبرى مثل "إكسون رموبيل" في قطر وذلك بعد تسهيل الطريق سياسيا.

وفي الوقت ذاته فإن البحرين بحاجة إلى خطة واقعية لتطوير الطاقة الكهربائية على مستوى الإنتاج والنقل والتوزيع، وهذا يتطلب قبل كل شيء ايقاف التسييس لهذه الوزارة وهو ما ادى إلى المشكلات التي نعاني منها لحد الآن