العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ

أدب الشارع... حركة غير معترف بها

ربما يدخل "أدب الشارع" عصره الذهبي في الولايات المتحدة بعد أن ظل لأعوام عدة حركة أدبية غير معترف بها نشأت كحركة ثقافية بين أدباء سود غالبا ما ينشرون ويبيعون انتاجهم بأنفسهم.

والقصص في أدب الشارع فجة بكل ما تعنيه الكلمة... اللغة والعنف والوصف الفاضح للمشاهد الجنسية وتصميم الشخصيات على الفرار من أحياء قاع المدينة الفقيرة والبائسة.

ويلعب الدين والهواجس والأسماء الشهيرة والصراعات الصريحة بين الخير والشر دورا كبيرا في الكتب ما يجعلها مزيجا من الحكايات الأخلاقية وروايات ماريو بوزو الأكثر عنفا عن عصابات المافيا والأدب.

قال المالك المشارك لسلسلة كاريبو الصغيرة في ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن سيمبا سانا "في البداية لم تكن حقا ظاهرة... انها تناسب أساسا سكان المدن الخارجين توا من السجن".

وبيعت من رواية "الشتاء الأشد برودة" لسيستر سولاجا مليون نسخة منذ أن ظهرت قبل خمسة أعوام ولاتزال مبيعاتها جيدة. والتقط ناشرون كبار سولاجا وكتابا مثل نيكي تيرنر جزئيا بسبب قرائها من النساء.

وقال سانا "سيستر سولاجا هي التي استهلت حقا هذا الطريق". ومضى يقول "كان كتابا عن فتاة سوداء" وأضاف أن ما بين سبعة الى ثمانية كتب من الكتب الرخيصة الأفضل مبيعا في سلسلة كاريبو في أي وقت هي روايات من أدب الشارع.

ويمكن أن يمضي أدب الشارع خطوة أخرى. فالقراء من الطبقة المتوسطة الذين قرأوا جين بسبب اهتمامهم بالصين أو ماريو فارجاس لالقاء نظرة خاطقة من الداخل على أميركا اللاتينية قد يقرأون أيضا رواية "الجسر" التي تستحوذ على الانتباه لسولمون جونز لمعرفة شيء عن احياء الاقليات في مدينتهم.

ويفضل توني مدينا الذي يقوم بتدريس الادب والكتابة في جامعة هاوارد أن يرى على الأرفف كتبا مكتوبة بشكل أفضل عن الحياة في الشارع.

وقال "انها كأي مكان اذ يتجاور الجميل والقبيح. لماذا نحتفي بالقبيح". وتابع قائلا "أرى أنه "أدب الشارع" يسبب مشكلة... انه يضفي طابعا رومانسيا على عاهرات الشوارع والقوادين". وأضاف "هناك ثروة كبيرة من الاعمال الادبية الاكثر تحديا وكمالا... يقول أناس.. على الأقل انهم يقرأون... تلك قمامة... ذلك تنصل من المسئولية".

وتختلف معه ماليكا اديرو وهي محررة كبيرة في شركة سايمون اند شوستر التي نشرت رواية سولاجا وأربعة آخرين من كتاب أدب الشارع. وقالت "انه تصوير لما يدور في المناطق الحضرية في أميركا وما يجري في المجتمعات المهمشة". ومضت تقول "قراء هذه الكتب يرضيهم رؤية العالم كما يعرفونه وأن يروا اللغة التي يسمعونها أو يتحدثون بها. انهم يشاهدون الشخصيات التي يعرفونها".

ويعتبر ايسبرج سليم واسمه الحقيقي روبرت بيك ودونالد جوينز في نهاية الستينات وأوائل السبيعنات آباء أدب الشارع. ودخل كلاهما السجن وكتبا عن الدعارة والمخدرات والشارع مباشرة. وأشهر كتب سليم بعنوان "القواد... قصة حياتي" بينما أشهر أعمال جوينر "فتاة سوداء ضائعة".

وعلى رغم شجاعة روايات نيكي تيرنر الا أنها تربت في كنف جديها لتصبح فتاة صالحة. ونشأت في وسط الطبقة الوسطى المحافظة.

وقالت تيرنر "30 عاما" "قرأت أساسا رواية "الشتاء الاشد برودة" لسيستر سولاجه وعندما انتهيت من هذا الكتاب لم تكن هناك كتب أخرى. في ذلك الوقت كنت أعمل في شركة سياحية وقررت أن أكتب كتابا" ومضت تقول "أسرني دائما ذلك النمط للمعيشة لكنني لم استطع أن اعيش به. جداي كانا سيقتلانني". وأصبحت المكتبات التي تقف على الحدود بين أدب الشارع والادب الرسمي أسيرة لشعبية هذا النوع من الكتب وتضع كتابا مثل فيكي سترينجر ضمن مجموعة أدب السود الاميركيين الى جانب أعمال كلاسيكية.

وسانا محبط على ما يبدو لمستوى بعض من هذه الكتب. فأربع من الكتب الأكثر مبيعا مليئة بالاخطاء. وقال "انها جيدة وسيئة. لديك أناس يحققون قدرا من المبيعات. لديك أناس أكثر يقرأون"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً