العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ

درويش: أنا أسبح في مائي

في المؤتمر الـ 16 لاتحاد كتاب المغرب

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

افتتحت يوم الجمعة الماضي بالعاصمة المغربية "الرباط" أعمال المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب بحضور لفيف من الأدباء العرب والأوروبيين يتقدمهم الشاعر العربي محمود درويش.

وتميزت ليلة اتحاد كتاب المغرب بالاحتفاء برؤسائه السابقين الذين سلمت لهم دروع وفاء وهم على التوالي: غلاب، اليابوري، برادة، الأشعري والجواهري، كما عرفت الاحتفاء بالشاعر محمود درويش الذي تسلم درع الاتحاد تكريما له، وليصدح عقب ذلك بأشعار اختار مقاطعها من ديوانه الأخير "حالة حصار"، وكذلك من ديوانه "لا تعتذر عما فعلت". وألقى درويش قصائد عن شعراء يحبهم هم: اليوناني يانيس ريتسوس الذي قال "آه فلسطين... يا اسم التراب... يا اسم السماء... ستنتصرين"، والسوري الكردي سليم بركات الذي قال "ليس الكردي إلا الريح... يدمنها وتدمنه"، وكذلك العراقي بدر شاكر السياب "أتذكر السياب يصرخ في الخليج سدى: عراق... عراق... عراق".

واختتم محمود درويش أمسيته الشعرية، التي تابعها عدد كبير من المهتمين والشغوفين بشعره بقصيدة "طباق" المهداة إلى روح صديقه المفكر الفلسطيني الراحل إدوار سعيد.

وحفلت القصائد الملقاة على عادة شعر محمود درويش بالأبعاد الجمالية والفلسفية والإنسانية العميقة "كن عراقيا لتصبح شاعرا يا صاحبي" و"قلبي جمرة الكردي فوق جباله الزرقاء" و"إن الكرد يقتربون من نار الحقيقة... ثم يحترقون مثل فراشة حمقاء".

كما حفلت هذه القصائد والمقاطع بروح الأمل التي طبعت على الدوام نفسية محمود درويش شاعرا ورمزا فلسطينيا "في وسعنا أن نغير حتمية الهاوية" و"أوصيك إذا مت قبلك بالمستحيل" و"إن تأخر فصل الربيع اكتفيت بنقل البشارة"، وأيضا "نفعل ما يفعل السجناء... والعاطلون عن العمل... نربي الأمل".

محمود درويش وخلال هذه الأمسية أجاب عن الأسئلة التي وجهها له حسن نجمي الذي قال فيها: ترى ألا يزعجك هذا الزخم من الحضور، ومن الإنصات والانتباه لقصيدتك، ولتميز إنشادك لهذه القصيدة؟ ألا تتضايق قليلا أو كثيرا من هذا الفيض الواضح من المحبة ومن الدفق الرائع من حولك؟ ألا تشعر، في لحظة من اللحظات، بالحاجة إلى تخفيض الجمهور في جسدك، والحد من عدد القراء بداخلك حفاظا على صمت القصيدة وعلى هيبتها؟... إذ قال درويش: أعتقد أن هذه الأسئلة شديدة الترف. فليس من حق الشاعر أن يشكو إلا من شيء واحد: من عزلته. أعني بعزلته أن تكون هناك مسافة بينه وبين القارئ، وليس من حقه أن يشكو من حضور القارئ الكثيف في المساحة التي يوفرها النص للالتقاء بالقارئ. في المغرب، وخصوصا في الرباط، وخصوصا في مسرح محمد الخامس، أسبح في مائي. إن هذا المسرح من أجمل الأمكنة التي أقرأ فيها شعري حتى ولو كانت خالية من السكان. وبالتالي، لا أستطيع أن أقول إن الناس في هذه القاعة هم جمهور. إنهم مؤلفون مشاركون في عملية تحويل العلاقة بين القصيدة والقارئ إلى طقس. ما يحدث معي دائما في هذه القاعة هو نوع من الاحتفالية. أنا أحتفي بالجمهور، والجمهور يحتفي بي. وبالتالي، يساعدني الجمهور على أن أؤلف القصيدة تأليفا مختلفا عن كتابتها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً