عاودت أسعار النفط في الأسواق العالمية مسيرة الصعودي مجددا أمس إذ تجاوزت أسعار الخام الاميركي الخفيف مستوى 53 دولارا للبرميل. وفي موازاة ذلك تباينت آراء أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" حيال التقارير التي أشارت إلى احتمال إقرار الاجتماع الوزاري للمنظمة الذي تستضيفه إيران في السادس عشر من مارس/ آذار الجاري خفض الإنتاج لكبح جماح الأسعار التي مازالت تعاني حالا من عدم الاستقرار.
وفي هذا السياق قال وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد الرمحي: "إن منظمة "أوبك" لن تتخذ قرارا بخفض إنتاجها في اجتماعها المقبل في إيران".
وقال محللون إن الارتفاع المتصاعد لأسعار النفط يضر بالمنتجين والمستهلين على حد سواء الأمر الذي قد يفضي إلى أزمة اقتصادية عالمية في ظل التسابق المحموم من قبل المستهلكين النهمين الجدد خصوصا الصين والهند اللتين تسابقان الولايات المتحدة في مارثون الحصول على أكبر كميات من النفط الخام لتلبية الطلب المتصاعد في كلا الدولتين اللتين تشهدان نموا صناعيا لافتا خلال السنوات القليلة الماضية. من جهته قال وزير النفط الفنزويلي رافييل راميريز أمس إن الأسعار الراهنة للنفط الخام "عادلة" بالنسبة للدول المنتجة. وأضاف "هناك إجماع داخل "أوبك" على الإبقاء عليها عند مستوياتها الراهنة".
ومن المقرر أن يعقد وزراء نفط الدول الأعضاء في "أوبك" اجتماعهم المقبل في إيران لبحث سياسات المنظمة الإنتاجية.
وقال وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد الرمحي "إن الاجتماع سيتخذ القرارات المناسبة التي تضمن إمدادات كافية للأسواق الدولية ويحمي مصالح الدول المنتجة من احتمالات تقلب السوق وانهيار الأسعار". وأضاف الرمحي في تصريحات للصحافيين أمس "إن عدم اتخاذ قرارات حاسمة تؤمن مستقبل النفط وأسعاره وتحمي وحدة مستقبل "أوبك" قد تؤدى إلى انتكاسة وتدني أسعار النفط إلى مستويات ستضر بمصالح كل الدول المنتجة للنفط". وتابع "إن استقرار أسعار النفط خلال الفترة القادمة يعتمد على التنسيق بين "أوبك" والدول المنتجة من خارجها". مشيرا إلى أن سلطنة عمان ستشارك في اجتماع "أوبك" المقبل بصفة مراقب
العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ
