استفاد أكراد العراق من حصولهم على الترتيب الثاني في قائمة اللوائح الفائزة في الانتخابات العراقية العامة التي جرت أخيرا، وحصول الائتلاف العراقي الموحد على الغالبية البسيطة في مقاعد الجمعية الوطنية "البرلمان" المقبل، في فرض مطالبهم وشروطهم على من يريد أن يتحالف معهم لتشكيل الحكومة الجديدة.
فقد وجدت قائمة التحالف الموحد التي حصلت على المرتبة الأولى أنها لابد أن تتحالف مع الأكراد للحصول على غالبية برلمانية مريحة في البرلمان فيما يسعى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إياد علاوي الذي حل فريقه في المرتبة الثالثة إلى استمالة الأكراد لصفه ليضمن تفوقا يؤهله للحفاظ على منصبه لفترة مقبلة.
وجد الفصيلان الكرديان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني نفسيهما في غمرة تجاذبات تحاول استقطابهما كل إلى جهته، فعمدا بما يتمتعان به من دهاء وخبرة سياسية إلى ممارسة لعبة ذكية تحقق لهما ما عجزا عن تحقيقه في ظل حكم مجلس الحكم الانتقالي وفي ظل حكومة علاوي، فظهرا سويا في مؤتمر صحافي ليعلنا للملأ أنهما سيتحالفان مع من يلبي مطالب الأكراد في شمال العراق!
ويريد الأكراد طبعا استعادة مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي عمل نظام صدام على تغيير تركيبتها السكانية لصالح العرب، وإقرار مبدأ الفيدرالية وجعل قانون إدارة الدولة أساسا للدستور - ما يعني منحهم صلاحيات دستورية سبق أن رفضتها القوى السياسية في الفترة الماضية - وضمان بقاء البشمركة في ظل عراق ديمقراطي تعددي موحد كما يقولون. والخطر في هذا الأمر أن الجميع محتاج إلى دعم الأكراد لتشكيل حكومة، ولكن من سيضحي بالقبول بشروط ستعيد العراق لأزمة تم تجاوزها بعد شق الأنفس؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 912 - السبت 05 مارس 2005م الموافق 24 محرم 1426هـ