العدد 910 - الخميس 03 مارس 2005م الموافق 22 محرم 1426هـ

وقفات عاشورائية

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

كتب أحد أصحابي مقالا في صحيفة محلية بعنوان "عندما يكون الحسين شيعيا؟"، ولعلي لا أوافق صاحبي في كل ما رآه، ولكن في الحقيقة أشترك معه في أن ثمة قصورا في ممارستنا العاشورائية بشكل لم يتح للآخرين أو بالأحرى لم يشجعهم على الإقبال، وتعرف "الحسين" فكرا ومنهجا. وان كنت في ذلك لا أغفل دور الظروف التاريخية التي حكمت خط أهل البيت، وفرضت عليه الرقابة الشديدة والمصادرة ما جعل ممارساته متقوقعة ومنحصرة في دائرته بشكل نسبي، فلم يتح بذلك للشعاع الحسيني الوصول لأطراف كما هو مأمول. ولكني مع أساس الفكرة المنادية بضرورة الصعود بالممارسة العاشورائية إلى مراتب أعلى، وأثني في ذلك على بعض الأنشطة التي تحاول كسر طوق المألوف، وانطلق في موافقتي لصاحبي في "بعض" الفكرة من قول الإمام الصادق "ع" حينما سأله الراوي عن كيفية إحياء أمرهم "ع" فقال: "يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"، لذلك يجب أن ننهض بالخطاب المنبري في عاشوراء وغير عاشوراء من نقطة ما يقرب الأطراف الشيعية والإسلامية لبعضها بل والإنسانية أيضا، ونبعد عن كل ما من شأنه إثارة الخلاف وتأجيج أواره وهنا الكل يتفق معي، ولكن سيقع الاختلاف الكبير على تفسير ذلك فنعود إلى المربع الأول... وهنا أحب أن اسجل بعض ملاحظاتي حول موسم عاشوراء 1426هـ.

مؤتمر تقييمي لعاشوراء

اقتراح راودني، وجربناه بشكل مصغر مع بعض الاخوة فنجح نسبيا، ألا وهو عقد مؤتمر، منتدى، ورشة عمل.... إلخ من أجل تقييم موسم عاشوراء، وبحث مكامن الخلل فيه، وهنا لا أقصد الجلسات المبعثرة هنا وهناك، أو المقتصرة على طرف دون آخر، بل يكون مؤتمرا عاما يجمع الأفراد من كل التيارات والمؤسسات ذات الارتباط "كل في اختصاصه"، على أن تطرح القضايا على بساط والبحث، ولا مانع من بحث بعض القضايا في جلسات خاصة، المهم أن يتم التقييم لكي نملك تراتبية نستطيع بها تحديد موقعنا المتطور فيها عاما فعاما.

ولعل من أبرز القضايا التي لابد من بحثها قضية الازدحام المروري والحشد البشري في بقعة صغيرة "المنامة"، وهناك أيضا قضية تنظيم السير البشري بما يشمله من مواكب ومشاهدين، وقضية النظافة وما يتفرع عنها من مسائل، وقضية تنظيم المآكل والمشارب وقضية الإعلام العاشورائي... إلى غير من ذلك مسائل ملحة.

"الهيئة" المسكينة...

لعل ما يدعوني للهرب من حضور عاشوراء العاصمة هو عجزي عن خدمة هيئة تنظيم المواكب الحسينية وذلك بسبب العمل... هذه الهيئة أتيقن - وكما أكد ذلك بعض علماء الدين - أن المشاركة فيها تعد من أوجب الواجبات، وأفضل الأعمال لنصرة الحسين "ع". هذه الهيئة تشكو من قلة الكوادر وخذلان الناصر وكثرة شكاوى الغائب والحاضر، دون أن يكلف أحدهم عناء بالمساهمة ماديا أو معنويا فيها، طالبا منها الكثير، وعدم التدخل، وإن أبطلت عملها فهو أفضل كما يرى هو.

حقيقة، يبذل الواحد من أعضاء الهيئة جهدا مضاعفا، فهو يمارس أعمال الصيانة ويباشر التنظيم و... ان الهيئة تقوم بأقدس عمل وهو الحفاظ على قدسية المواكب الحسينية، وإبعاد أي مثير عنها، لذلك فإن رجائي من العلماء الكرام والاخوة الاعزاء حضور المواكب هو التعاون مع الهيئة، والتغاضي عن أي تقصير فهو خارج الإرادة، وطمعي في أهل العاصمة ولاسيما كبار السن ورجالات المدينة في معونة الهيئة، وتقديم كل ممكن لها، بل والوقوف في صفها دفاعا عن مهمتها

العدد 910 - الخميس 03 مارس 2005م الموافق 22 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً