العدد 910 - الخميس 03 مارس 2005م الموافق 22 محرم 1426هـ

المرسم أمام النخبة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مساء الثلثاء قبل الماضي، شهد الملتقى الأهلي الثقافي ندوة حوارية، كانت بمثابة اختبار خاص للمرسم الحسيني، شارك فيها اثنان من فناني المرسم، وأحد الإداريين، وجدوا أنفسهم لأول مرة أمام الجمهور "النخبوي" المهتم بالتجربة الفنية الجديدة، بعد أن كانوا يرسمون لوحاتهم ويناقشون الجمهور في الهواء الطلق.

في صباح اليوم التالي، كانت المفاجأة التي كشفتها "الوسط" بإعلان نتيجة الاستبانة المخصصة عن المرسم: "هل نجح المرسم في أداء رسالته؟"، وكانت الاجابة أن 98 في المئة من المشاركين أجابوا بـ "نعم". وما بين الاستبانة "الجماهيرية" وأسئلة النخبة تبقى بعض الملاحظات المعلقة تبحث عن إجابة.

المداخلات تنوعت ما بين مناقشة المنتدين عن مشروعهم الذي ينتظر الإشهار حتى الآن، بعد تسويف ومماطلة بين عدد من وزارات الدولة لمدة خمس سنين، بينما الجمعيات الأخرى الأصغر حجما والأقل نشاطا وفعالية كان يتم إشهارها خلال شهور معدودة. ومضى وقت طويل في النقاش عن ماهية الفن الاسلامي والغربي والخلاف عن مفهوم الإصالة، بين أخذ ورد.

العميد السابق بجامعة البترول إبراهيم عباس نتو، ابن مكة المكرمة، توقف متسائلا عن واقعة تاريخية أثارتها لوحة فنية للفنانة هيفاء الخزاعي التي نشرناها في "الوسط" صباح ذلك اليوم، بشأن استضافة راهب مسيحي في الشام لرأس الحسين الشهيد في رحلة السبي الطويلة، وهي قصة متواترة تتردد باطراد على المنبر الحسيني ويكررها الخطباء كل عام في سياق سرد السيرة واستذكار تفاصيل الحادث التاريخي.

مؤسس بيت القرآن عبداللطيف كانو توقف أمام الموضوع نفسه، ولكن من زاوية أخرى، إذ علق على ما يطرأ على الجسد البشري من تغيرات طبيعية.

القضية التاريخية نفسها، على رغم تكرارها وتواترها، كنت شخصيا أشكك فيها سنوات طوالا، حتى زرت سورية العام 2002 وجلت في الأماكن التاريخية، فوصلت إلى الكنيسة في محافظة حلب، وشاهدت بعيني المكان الذي استضاف فيه الراهب الرأس تلك الليلة بعد أن دفع للجنود الأمويين أتاوة. وكتبت عن تلك التجربة في صفحة "عاشوراء"، بتاريخ 3 مارس/آذار 2004": "فهذا ما لم تحلم به مخيلتي على الإطلاق، فكانت مفاجأة السفر التي بهرتني، إذ وجدت نفسي مصعوقا أمام حقيقة طالما شكك فيها قلبي طويلا... ففي هذا المزار تدخل مبنى أثريا قديما مازال عامرا، عمارته بيزنطية، وأحجاره تدل على القدم والعتاقة، وتشعر فيه بأنك عدت إلى عصر المسيح "ع" وعصر الحواريين. وتفاجأ بداخله بشبك مذهب صغير الحجم، وفي داخله المكان الذي وضع فيه الرأس الشريف في تلك الليلة".

عباس نتو سأل عن الحادث، وكانو استشكل على الواقعة، وأنا شككت عشرين عاما فيها حتى رأيت المكان بنفسي، أما الإمام الألوسي رحمه الله، فلو كان حيا وحاضرا في المنتدى الأهلي تلك الليلة، لأجاب:

لا تطلبوا رأس الحسين... بشرق أرض أو بغرب

ودعوا الجميع ويمموا... نحوي فمشهده بقلبي

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 910 - الخميس 03 مارس 2005م الموافق 22 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً