مسكينة هي فلسطين!، فبالأمس احتضنت لندن "بدفئها وطيب قلوب المجتمعين فيها" مؤتمرا عنون بـ "مؤتمر مساندة السلطة الفلسطينية" شارك فيه مجموعة من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، علاوة على وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ويرعاه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير.
الهدف المعلن من هذا المؤتمر هو دعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية حتى تصل درجة "الكفاءة" التي تجعلها "أهلا وسهلا" للجلوس على مائدة المفاوضات مع المسئولين الإسرائيليين.
عجبا منا نحن العرب جعلنا من فلسطين دولة تخلق توا من رحم دولة أم هي "إسرائيل"، واليوم قبل أن تكون إصلاحاتها "مخبوزة" في الخارج!
فالإصلاحات التي يريدها المؤتمر ذات شقين، الأول اقتصادي "شكلي" هدفه تغطية الشق الثاني والأهم وهو الأمني، إذ إن المطلب الأساسي للمؤتمر هو خلق أجهزة أمنية جديدة مدربة في دول عربية، مثل مصر والأردن تحت إشراف بريطاني وأميركي طبعا، حتى تصبح في المستقبل القريب قادرة، على أداء الوظيفة الأهم، وهي التصدي لحركات المقاومة ونزع أسلحتها، أي تدمير "الإرهاب" الفلسطيني، مثلما يردد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ويؤيده كل من الرئيس جورج بوش وحليفه بلير.
بمعنى آخر مهمة مؤتمر لندن إعادة بناء البنى التحتية للاقتصاد الفلسطيني مقابل تدمير البنى التحتية للمقاومة، بما يسهل فرض الحل الأميركي البريطاني، أيا قيام دولة فلسطينية "عاجزة"!
"أفلا تبصرون" أيه العرب حقا؟!، أم أن هناك نظارة "صنعت في أميركا" خلقت خصيصا لنا تجعل مصالحنا فوق استقرار منطقتنا. فحتى متى سيظل الشعب الفلسطيني يستأمنكم في الدفاع عن ممتلكاته، فتخذلونه في استرجاعها؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ