العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ

قيادة ما بعد الطفرة النفطية... ولي العهد مثالا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يحق لنا ان نفخر كبحرينيين ان ولي العهد يجلس مع مختلف فئات المجتمع، بمن فيهم ممثلو الجمعيات السياسية المعارضة، في ورشة عمل ويشارك في السؤال والجواب، وفي ملء الاستمارات وطرح الآراء كما لو كان أي مواطن آخر.

فولي العهد بإمكانه أن يتخذ من المنصب الذي يمسك به على أساس الوراثة الدستورية ويذهب إلى واحد من المنتجعات ويشغل نفسه بما لذ وطاب ويترك الحبل على الغارب. لكنه يجلس ويحاور ويستمع إلى تعليقات صريحة، وبعضها جارح، ويشارك برأيه معتبرا نفسه واحدا من أبناء هذا الشعب، وليس شخصا فوقيا يتحرك فوق الغيوم...

الذين جلسوا على طاولة واحدة مع ولي العهد أثناء ورش العمل "وآخرها ورشة العمل الخاصة بالإصلاح الاقتصادي المنعقدة في 23 فبراير/ شباط" يشعرون أن أحد أركان الحكم شخص يعلم ما يدور بين الناس... ويقتنع من يتحدث مع ولي العهد أيضا بأنه يعمل من كل قلبه للخروج بحلول علمية وواقعية بالمشاركة مع كل فئات المجتمع.

في كلمته أمام ورشة العمل عن الإصلاح الاقتصادي الأسبوع الماضي قال ولي العهد: "إن طموحاتنا الاقتصادية يجب أن تظل كبيرة، وكبيرة جدا... وإن الأهداف والطموحات المتواضعة يجب ألا تكون بعد اليوم ضمن خياراتنا الوطنية... فعلينا ان نحدد مستويات أعلى من الأهداف وان نحقق الكثير من المنجزات". وأضاف من دون لف ودوران "لقد كنا، حتى وقت قريب، في طليعة الدول في هذه المنطقة من حيث التنمية والتقدم، ولكن واقع اليوم يشير إلى خلاف ذلك. ان هذا يجب ان يدفعنا للعمل بإصرار لمواجهة كل التحديات لكي نعيد للبحرين مكانتها السابقة وأداءها المتميز في جميع المجالات".

مثل هذه الكلمات انطلقت من شخصيات أخرى غيرت بلادها، وواحدة من تلك الشخصيات هي رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر. فعندما تسلمت مقاليد الأمور في بريطانيا العام 1979 كانت بلادها تخسر موقعها باستمرار على رغم ان القادة السياسيين يرفضون الاعتراف بذلك. أما ثاتشر فقد قالت إن العالم تغير وإن على بريطانيا أن تتخلى عن مفهومها الاقتصادي القديم حتى لو أدى ذلك إلى ان تتحول بريطانيا إلى الاستيراد بدلا من الاصرار على إنتاج سلع غير ناجحة. وفعلا شهدت بريطانيا في العام 1983 - للمرة الأولى في تاريخها - استيرادا أكثر من التصدير، ولكن سرعان ما عادت بريطانيا لتلعب دورا قياديا من موقع قوة اقتصادية كبرى.

إن القيادة التي يطرحها ولي العهد تمثل أنموذجا حيا لجيل يتسلم الراية ويعترف بالانجازات كما يعترف بالاخفاقات، ومن ثم يدعو الجميع لمشاركته الرأي ومشاركته في اتخاذ القرار بشأن النهج الاستراتيجي الذي ينبغي ان تسير عليه البلاد.

في كل ورشة أشارك فيها أشعر بأن لدينا مستقبلا أفضل ينتظرنا... فعلى الطاولة يجلس أكبر أصحاب الأعمال في البلاد وكبار المسئولين وأهم شخصيات المعارضة والصحافيون والمستشارون الدوليون الذين يستعين بهم مجلس التنمية الاقتصادية.

أملنا ان تبادر المعارضة إلى فتح صفحة جديدة مع القيادة السياسية وان تتداول الآراء بشكل يساعدها على المشاركة في طرح الحلول واتخاذ القرارات في مشروعات الإصلاح الاقتصادي التي يقودها سمو ولي العهد

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً