ورشة مجلس التنمية الاقتصادية التي عقدت في 23 فبراير/ شباط أشارت إلى أن البحرين كانت أول دولة خليجية صناعية عندما دخلت عصر النفط وتم تأسيس شركة بابكو، هذه الشركة التي خرجت الفنيين الذين استعانت بهم السعودية عندما أسست أرامكو لاحقا. البحرين كانت أيضا أول من دخل عصر الإدارة الحديثة في العام 1919 عندما تم تأسيس البلدية وإدارة "الطابو" أي تسجيل الأراضي، فلقد كانت فترة ما قبل إدارة الطابو غير منظمة بأسلوب حديث، وعندما انشئت الإدارة تم تسجيل الأراضي لأصحابها عبر أخذ شهادات الناس ومخاتير القرى والأحياء. وظلت مناطق عدة لم تسجل لأسباب خارجة عن إرادة أصحابها كما لم تتمكن إدارة الأوقاف الجعفرية من تسجيل نحو 800 أرض بسبب عراقيل وضعت أمامها. ومع ذلك فقد تم ترتيب البحرين وكانت من أفضل الإدارات المتوافرة خليجيا. وعندما تم تعيين المستشار البريطاني تشارلز بلغريف في العام 1926 قام بتأسيس باقي الإدارات الحديثة للدولة وأصدر حسابات رسمية للحكومة، كانت هي الأولى من نوعها، ومازالت متوافرة في مراكز التوثيق، وهي مفصلة بصورة دقيقة تماما كما هو حال موازنات الدول المتطورة في ايامنا هذه. بلغريف لم يكن ديمقراطيا ولم يسمح بانتخاب برلمان، ولكن كان إداريا ناجحا. وبلغريف لم يكن فاسدا على رغم أنه كان دكتاتورا. بل إنه كان يمنع أي شخص يتسلم معاشا أو مخصصات من موازنة الدولة من الدخول في التجارة ومنافسة التجار ومذكراته تشير إلى حجم المخصصات التي كانت تصرف لمن بيده قرارات الحكم. البحرين كانت الأولى في الصحافة على مستوى الخليج عندما بدأت "جريدة البحرين" في العام ،1939 والبحرين كانت الأولى على مستوى التنظيمات الأهلية، والبحرين كانت أول دولة لديها نخبة وطنية متعلمة بصورة متقدمة، والبحرين أول دولة خليجية كانت لها طبقة عاملة محلية، والبحرين كانت أول دولة التفتت إلى ضرورة تسهيل حركة الموانئ ودخول وخروج التجار من مختلف الجنسيات. البحرين كانت... والبحرين ستكون، ولكي نكون مرة أخرى علينا أن نعود إلى الوراء قليلا ونلتفت إلى عناصر قوتنا ومن ثم نرتب اوضاعنا ونتساعد فيما بيننا للنهوض بوطننا مع ازدياد التنافس على كل شيء. علينا أن نفكر جديا في إصلاح يطال جذور المشكلة المتعلقة بالأراضي وبطريقة إدارة الاقتصاد لكي يقوم القطاع الخاص بدوره... فالبحرين كانت أول دولة خليجية تؤمن بحرية التجارة وأهمية القطاع الخاص، واليوم نحن بأمس الحاجة إلى كل ما كنا عليه في مطلع القرن الماضي لكي ننطلق مرة أخرى