العدد 908 - الثلثاء 01 مارس 2005م الموافق 20 محرم 1426هـ

زيارة شرودر وآفاق التعاون البحريني الألماني في المستقبل

في تقرير لوكالة أنباء البحرين:

تأتي زيارة المستشار الألماني غيرهارد شرودر اليوم الاربعاء، للبحرين لتفتح مجالات كثيرة للتعاون الثنائي إذ تعتبر العلاقات بين البلدين من العلاقات المتميزة نظرا إلى ما تحمله من معان ودلالات سياسية واقتصادية وتاريخية مهمة. الزيارة التي يقوم بها المستشار شرودر للبحرين تعكس مدى التقدم والتطور في العلاقات بين البلدين فضلا عن علاقاتها الخارجية المتميزة مع الدول الأوروبية. وتعود العلاقات البحرينية الألمانية إلى القرن الثامن عشر عندما كان مرفأ البحرين يستقبل اساطيل الغرب الكبيرة الهولندية والبرتغالية والألمانية والبريطانية، إذ كانت البحرين مركزا للنشاطات التجارية ومحطة للتوقف من أجل التزود بالمؤونة قبل الانطلاق إلى شرق آسيا، وكانت السفن الألمانية تحمل التمور وسعف النخيل وتتزود بالماء العذب من البحرين لتتابع السفر بعد ذلك. وتأتي الزيارة في سياق تطورات كثيرة يرتبط بعضها بالعلاقات الثنائية والبعض الآخر بتطورات دولية وإقليمية، أبرزها انتعاش الآمال في إحياء مسيرة السلام في الشرق الأوسط بعد التفاهمات الأخيرة التي تمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والوضع السياسي في العراق بعد الانتخابات. وتتبوأ ألمانيا مكانة مهمة على الساحة الدولية، وتضطلع بدور كبير في القضايا العالمية فضلا عن دورها القيادي داخل الاتحاد الأوروبي الذي يعد قوة سياسية واقتصادية هائلة وأحد أكبر التجمعات الإقليمية في العالم. فيما تقوم البحرين بدور محوري في محيطها الإقليمي وهي عضو بارز في مجلس التعاون الخليجي.

العلاقات السياسية

افتتحت البحرين أول سفارة لها في جمهورية ألمانيا الاتحادية في سبتمبر/ أيلول ،1994 في حين يعود تاريخ بدء العلاقات الدبلوماسية بين المنامة وبرلين إلى العام ،1972 ويحرص البلدان على الاتصالات المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وما يطرأ عليها من مستجدات. وتلتقي سياسة البلدين في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية ومنها دعم أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط واغتنام الفرص التي يوفرها برنامج الحوار الاقتصادي الأوروبي مع بلدان مجلس التعاون للعمل على نشر الازدهار في كل انحاء المنطقة من خلال تحسين التجارة.

العلاقات الاقتصادية

وشهدت العلاقات الاقتصادية نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين وفق احدث الاحصاءات من 66,6 مليون دينار بحريني العام 2000 إلى 97,6 مليون دينار العام .2004 وترتبط البحرين مع ألمانيا بعدد من الاتفاقات الاقتصادية منها اتفاق في مجال النقل الجوي وقع في العام 1991 وعدل في العام ،2000 ومن المؤمل ان يتمخض عن الزيارة الحالية توقيع المزيد من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والتي ستعطي دفعة لواقع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبلغت قيمة صادرات البحرين غير النفطية إلى ألمانيا في العام 2004 ما قيمته 9,1 ملايين دينار، بعد أن كانت 5,1 ملايين دينار في العام 2000 أي بزيادة قدرها 4 ملايين دينار. وبلغ إجمالي واردات البحرين من ألمانيا خلال العام 2004 نحو 88,5 مليون دينار، وهي تزيد بمقدار 27 مليون دينار عن العام .2000 وتشمل أهم الصادرات البحرينية إلى ألمانيا الألمنيوم ومنتجاته والخيوط القطنية وعجلات السيارات، وأهم السلع التي تستوردها البحرين من ألمانيا السيارات والمنتجات الخزفية للبناء وغيرها من السلع الصناعية. ويبلغ عدد الوكالات الألمانية المسجلة في البحرين نحو 954 وكالة تعمل في مجالات اقتصادية وتجارية مختلفة منها المواد الغذائية وأجهزة القياس والهندسة والاعمدة الحديد للمباني وغيرها. كما تعمل في البحرين الكثير من فروع الشركات الألمانية في مجال المكاتب التمثيلية ومقاولات الهندسة والسيارات وخدمات الطيران والشحن. وتشارك بعض الشركات والمؤسسات الصناعية الألمانية في المعارض التجارية والصناعية التي تقام في البحرين، فيما تشارك بعض الشركات البحرينية في بعض المعارض التجارية التي تقام في ألمانيا، ما يمهد الطريق لزيادة وتطوير العلاقات التجارية المستقبلية بين البلدين. وهناك مجالات كبيرة لفتح فروع لشركات ألمانية في البحرين للاستفادة من الإمكانات المالية الهائلة المتوافرة لدى مصارف الاوفشور، كما توجد آفاق رحبة لاقامة مشروعات صناعية وخدمية ألمانية بحرينية مشتركة توجه منتجاتها إلى أسواق الخليج كافة علاوة على إمكان زيادة حجم الصادرات البحرينية إلى ألمانيا ولاسيما من الألمنيوم والبتروكيماويات والمنسوجات.

التعاون الأمني

تم الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي في المجال الأمني خلال زيارة وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي للبحرين أخيرا، وذلك من خلال تبادل الخبرات وعقد الدورات الأمنية المختلفة لعناصر الأمن وخصوصا في مجال تطوير العمل الأمني وتحديث الأجهزة الأمنية. كما تسعى البحرين إلى الاستفادة من الخبرات الألمانية الحديثة في تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا والتي يتم تطبيقها في مواجهة التهديدات الأمنية مثل تقنيات المقاييس الحيوية والـ IT وDNI.

التعاون الصحي

تطمح البحرين ان تتحول إلى مركز للسياحة العلاجية في المنطقة، والتعليم الطبي والعلاج، مع وجود توجه لجعلها مركزا للصناعات الدوائية من خلال تشجيع الاستثمار في هذا المجال. ويمكن للبحرين الاستفادة من الخبرات الألمانية المتقدمة، وتبادل الخبرات في المجالات والتخصصات الطبية المختلفة والاستفادة من خبرات الأطباء الألمان ونقل خبراتهم إلى الأطباء والجراحين في البحرين.

التعاون السياحي

تعطي البحرين الاستثمار في القطاع السياحي أهمية خاصة باعتباره أحد القطاعات التي تعتمد عليها لتنويع مصادر الدخل القومي، وتتمثل أهم فرص الاستثمار أمام المستثمرين الألمان ورجال الأعمال المصاحبين للمستشار الألماني، في اقامة المنتجعات الترويحية المختلفة وإنشاء وإدارة الفنادق والمطاعم والشاليهات السياحية التي يمكن أن تستفيد من الموقع الاستراتيجي للبحرين.

التعاون الرياضي

ويمكن في هذا الصدد اقامة معسكرات تدريبية للفرق الرياضية الألمانية في البحرين أو العكس، وتنظيم عدد من المباريات واللقاءات بين الفرق الرياضية، على غرار ما قام به فريق هولتسين كيل الألماني لكرة القدم أخيرا، من اعداد معسكر تدريبي في البحرين الشهر الماضي واقامة عدد من اللقاءات الودية مع الفرق والمنتخبات البحرينية، كما يمكن أن تقوم فرق الفورمولا الألمانية بعمل التدريبات للسائقين لديها في حلبة البحرين الدولية للسيارات

العدد 908 - الثلثاء 01 مارس 2005م الموافق 20 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً