العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ

من يدافع عن المرأة الخليجية في حقها في الترشح والانتخابات؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الاصلاح في العالم العربي قادم ولكن يحتاج إلى وقت، وخطاب الدول والاحزاب والجماهير يجب أن يتغير ويسير باتجاه التعددية والوسطية. وكثيرون يسألون هل أزمتنا في العالم العربي أزمة أنظمة أم أزمة نخب أم أزمة جماهير؟ ولابد من الاطلالة على كل واحد من هذه المحاور، والخطأ في اعتقادي يوزع على الجميع لكن النظام العربي يتحمل النقد الاكبر.

الانظمة العربية مطالبة بإصلاحات اكثر وبإشراك الجماهير في صوغ القرار السياسي وبإزالة فتيل اللعب على التناقضات العرقية والمذهبية والسياسية. هذه العقلية يجب ان تغير. فالمستقبل مستقبل التعددية وتذويب الفوارق، لأن التجارب أثبتت أن اللعب على سياسة العرق واقحام الانتماء الايديولوجي كمعيار في المنصب والتوظيف وتوزيع الاقيسة السياسية يرتد على واقع الدولة وربما يكون طريقا لعدم الاستقرار. على مستوى الحريات يجب ان يعطى الجميع فرصة التعبير عن فكرهم سواء كانوا مسلمين او نصارى شريطة ألا يتجاوز الخطاب المصلحة الوطنية واجملها صورة عندما تدق نواقيس الكنيسة في لبنان مع اذان الصلاة في تشييع الحريري... الاسلام يرفض احتقار الآخر انطلاقا من الانتماء الايديولوجي، وفكر التفخيخ الآن يقودنا إلى عدم استقرار الاوطان. تعليم اطفالنا على كراهية الآخر من النصارى واهل الكتاب يخلق في وعيهم ثقافة الكراهية، فالمسيحي من حقه ان يمارس طقوسه وهو محترم في الفقه الإسلامي مصان دمه وعرضه وماله وكذلك اهل الذمة... حتى الغربيون الذين يعيشون في بلداننا جاءوا وفق اطر قانونية ومواثيق فلا يجوز خلق الكراهية ضدهم ويجب ان نفرق بين حكومات الغرب وبين الشعوب الغربية كما ان هناك الكثير من ايجابيات الفكر التكنولوجي والانثربولوجي في الغرب فليس كل الغرب حقدا وكراهية للعرب والمسلمين.

الدول العربية بحاجة هي الأخرى إلى الوسطية في التعاطي مع الاقليات وفي توزيع الكعكة الاقتصادية على المواطنين.

الدول العربية يجب ألا تكون متطرفة في الفساد الإداري والمالي، ويجب ان تتطرف في ترسيخ القانون على الجميع، وجاء الوقت الذي يجب فيه ان تفكر في هموم المواطنين. ملايين الدولارات صرفت في السنوات السابقة على ترسيخ الثقافة الحدية والانقسامية في المجتمع وعلى احتضان دعاة التكفير وجاء الوقت الذي يجب فيه ان نحتكم لخيار تعددية الانتماءات وان يحترم كل انسان خصوصيته من دون وصاية ومن دون اكراه ومن دون ادعاء لاحتكار الحقيقة لجنة عرضها السماوات والأرض، فالجنة تسع كل المسلمين، فلهذا ينبغي ألا يكفر بعضهم بعضا وألا يحركوا التاريخ بتناقضاته للي عنق بعضهم. وعلى الحركات الليبرالية والاسلامية ان تشجع أية مبادرات في هذا الاتجاه.

الانتخابات البلدية في السعودية بدأت وهي خطوة يجب ان تشجع وان كانت متواضعة، وأتعجب هنا من عدم اشراك المرأة السعودية في الانتخابات... في الكويت الحكومة تدفع باتجاه اشراكها سياسيا وكثير من الإسلاميين يرفضون ذلك وفي السعودية انقسم القوم عليها. انه نوع من التخلف، فالعالم يفكر في غزو المريخ سنة 2015 ونحن مازلنا نناقش احقية اشراك المرأة في العمل السياسي. انهم يعززون ثقافة انها "خلقت من ضلع اعوج" فما الذي يميز الرجل عن المرأة في الحقوق والواجبات ما دامت تحت الضوابط الإسلامية، يجب ان نؤيد دخول المرأة في السعودية والكويت للمجالس الديمقراطية، فكم من امرأة اثبتت تجربتها انها افضل من آلاف الرجال... ليس ذلك تحيزا ولكن ثقافة الانتقاص للمرأة أو للانسان او للمعتقد يجب ان تنتهي بلا رجعة، واليوم العالم عالم التعدديات. دعونا نعيش آمنين في اوطاننا، ندافع عنها وعن الانسان كمواطن قبل كل شيء.

ملاحظة:

وصلتني اتصالات أمس من قبل بعض خريجي المعهد العالي وهم تغمرهم الفرحة والسرور لنجاح الملف، وبدوري أقول لهم: كلنا نعمل لأجل البحرين ولأبنائنا جميعا، وأقدم وردة حب إلى كل واحد منهم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً