للتو عدنا إلى البداية من جديد، فعندما خرجت المؤسسة العامة مشمرة عن ساعديها ومفتخرة بما قامت به لحد الآن في بناء الأندية النموذجية "الرفاع، الشباب، وسترة والنجمة"، عاد الحديث عن نادي التضامن الذي ربما سيكون أخر الأندية النموذجية التي تبنى، ولربما يعيد لنا هذا الحديث الذي كتبنا فيه الكثير، وتعبنا في التحدث عنه، ماهية الدمج وهدفه الذي تسعى من خلاله المؤسسة العامة للشباب والرياضة بعدما خرج البعض مناديا "أخرجونا من الدمج وأعيدوا إلينا أصلنا" خصوصا في ظل البطء الشديد للتحرك في اتجاه تكملة بنود العقد الذي وقعته الأندية المندمجة مع المؤسسة العامة قبل اندماجها، وحينها وعدت المؤسسة ببناء النادي النموذجي لهذه الأندية التي تقف جمعياتها العمومية لتطلق موافقتها للدمج والدخول في تجربة جديدة سعيا منها إلى خدمة الرياضة البحرينية بالدرجة الأولى.
ولعل النداء الأخير الذي طالب به أعضاء نادي التضامن بتحديد موقفهم، واتهموا فيه المؤسسة العامة بالمماطلة في تحديد الوقت الذي سينطلق فيه حلمهم الذي سيكمل تجمعهم، تعيد لنا شريط الذكريات وحينها كانت المؤسسة العامة تعمل جاهدة على بناء النادي النموذجي في مكان آخر حسب رغبتها غير المكان الذي اتفقت عليه جمعية التضامن العمومية التي طالبت بالحفاظ على مكتسب الدمج والإصرار على بناء النادي في الموقع الذي ترغب فيه هي وليس المؤسسة، التي بعملها هذا بثت أولى نذر الفرقة في جسد التضامن وأخرجت من حيث لا تقصد مركز اتحاد الريف عن دمج التضامن، ولعل مماطلتها في تحديد وقت زمني لحد الآن للبدء في بناء نادي التضامن النموذجي هدفه البقاء على رغبتها السابقة في نقل موقع النادي إلى المالكية، وهو ما ستدفع المؤسسة العامة عليه الثمن باهظا في حال حدث ذلك لأن الأمر عائد إلى جمعية التضامن العمومية التي أعربت عن رغبتها في البقاء على مكانها، وليس لها.
ولعل الطريف في الموضوع هو أن التضامن يعد النادي الأول الذي وضع حجر الأساس بواسطة ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بعد ان كانوا السباقين في إعلان دمجهم بمجرد رغبة المؤسسة العامة بذلك، غير إن الوضع أختلف الآن، إذ عملت المؤسسة العامة على البدء في بناء الأندية النموذجية الأخرى تاركة التضامن الأخير.
يبدو أن الموضوع إذا لم تعمل المؤسسة العامة على حله بأسرع وقت، فإنه سيحدث الأسوأ ويفك دمج التضامن، غير ان المؤسسة تعرف أن الأندية المنضوية تحت قبة التضامن لا ترغب بفك الدمج، ما يجعلها تكمل مسلسل المماطلة، لكن إذا حدث وهددت هذه الأندية بفكه، فعندها ستقوم قائمة المؤسسة العامة ولن تقعد إلا بعد اجتماعات مضنية لتطييب خاطر هذه الأندية ومنعها من فك الدمج، لذلك من المطلوب أن تعمل المؤسسة سريعا على احتواء المشكلة قبل أن تستفحل وحينها لن تعرف العواقب
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ