وضعت السلطة الوطنية الفلسطينية من جديد في مأزق العنجهة الإسرائيلية، فبعد العملية الاستشهادية التي تبنتها "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ليل الجمعة الماضي وقتل فيها أربعة إسرائيليين وجرح العشرات ردا على الخروقات والاعتقالات الإسرائيلية وانتهاء مدة الهدنة التي اتفقت مع السلطة عليها، جن جنون "إسرائيل" وخصوصا نتيجة للإرباك الذي حصل بعد نفي "الجهاد" تنفيذها العملية واتهام العدو الصهيوني حزب الله وسورية بتنفيذها، ثم إعلان الحركة تنفيذ العملية للأسباب الآنفة الذكر.
فأعطت "إسرائيل" رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قائمة بأسماء "مطلوبين" وطالبته باتخاذ موقف من حركة الجهاد الإسلامي وإلا ستوقف المحادثات وستشن هجوما عسكريا. وعلقت عملية الإفراج عن 400 معتقل فلسطيني كان متفقا على الإفراج عنهم وقد ترجئ الانسحاب من غزة. كل هذه الخطوات اتخذتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين لمجرد حدوث عملية قتل فيها 4 مع أنها تقتل في المقابل العشرات في كل عملية عسكرية تقوم بها في الأراضي المحتلة ومازالت حتى اليوم تعتقل العشرات من الفلسطينيين.
فما الذي ستفعله السلطة حيال المأزق الذي وضعت فيه، هل تعتقل "المطلوبين" وتعود لتوتر أجواء البيت الداخلي الفلسطيني أم تواجه الدكتاتورية الإسرائيلية وترد عليها بمنطق المقاومة أم ستكون هناك حلول أخرى وتستأنف المفاوضات من جديد؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ