العدد 2399 - الثلثاء 31 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الثاني 1430هـ

فك رموز «الحمراء»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في تقرير نشرته الـ»بي بي سي» نقلا عن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس، بعيدا عن أخبار العرب السياسية وقممهم التي لا تقدم ولا تؤخر، فقد فردت الصحيفة تقريرا مميزا يتحدث عن فيلم سياحي جديد يفك أسرار قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا... هذا القصر الذي مازال محل إعجاب وانبهار الأوروبيين الذين لا يكفون عن دراسة فن العمارة والزخرفة إبان حكم العرب المسلمين بالأندلس.

قصر الحمراء الذي سبق لي زيارته في العام 1998 هو تحفة فنية من تحف العرب في بلاد الإسبان الذين ظلوا ومازالوا يدرسون أعجوبة تصميم هذا القصر الذي تحوّل إلى واحد من أهم المواقع السياحية في الجنوب الإسباني.

اللافت فيما نشرته «الاندبندنت» في تقريرها الخاص الذي أرفقت به صورة كبيرة لمنظر قصر الحمراء بأن نقوشه ورموزه فكت أخيرا إذ كتبت «الجديد حول تجربة القصر وزواره هو إنتاج عدد من الباحثين المهتمين لشريط التسجيل التفاعلي (DVD) الذي يساعد السائحين على فكِّ رموز الشيفرة المحيطة بتلك النقوش والكتابات ويوضح تواريخ وهوية 3116 من أصل 10 آلاف نقش من النقوش التي تزين المبنى الذي يرمز إلى قرون من الحكم الإسلامي لإسبانيا، ويُعدُّ اليوم المَعلم السياحي الأول في البلاد».

الصحيفة نقلت عن مدرسة الدراسات العربية في المجلس العالي للبحوث العلمية في إسبانيا جوان كاستيلا التي تقود الفريق الذي أنتج الشريط التسجيلي قولها: «ربما لا يوجد مكان آخر في العالم يتقلب فيه التحديق مليا بالجدران والأعمدة والنوافير ليكون تمرينا مشابها لعملية تقليب صفحات كتاب من القصائد الشعرية».

الإسبان اكتشفوا تصميم نقوش «الحمراء» وهو جزء من تصميم صفحات كتاب من القصائد الشعرية، وإن هذه النقوش ما هي إلا جزء من التمتع بقراءة شعرية لأكثر من بيت قصيد.

لن تكون أعجوبة تصميم هذا القصر تتمثل في ذلك فقط بل أيضا في بقاء الموسيقى ودويها الذي يبقى داخل أروقة وغرف القصر كأنها «استيريو» أي نقل الأصوات وكان هناك نظام صوتي موضوع, كان هذا أحد الاكتشافات التي كان يرددها مرشدو السياحة الإسبان أمامي وأمام زوار هذا القصر.

لقد ترك العرب والمسلمون وراءهم في الأندلس إرثا سياحيا مهما, هذا الإرث الذي بقي حتى اليوم يُعلم ويبحث ويدرس في جامعات الإسبان والغرب الذي مازال يقف حائرا أمام إنجازاتنا لأكثر من 600 سنة في معرفة ما زيّن جدران وسقوف وأعمدة وأقواس وقبب القصور وغيرها، بينما نرى واقعنا العربي الحالي لا يعدو سوى أصوات مزعجة ونزاعات لا حد لها كما هو الحال مع قممنا البائسة... فلا أي إنجاز يذكر.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2399 - الثلثاء 31 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً