تسليط الضوء على أية قرية من القرى البحرينية لا يعني أنها ذات خصوصية فيما تعانيه من إهمال على مدى عقود، بل هي عينة لأخواتها من القرى الرازحة تحت وطأة الفقر مرة، والإهمال مرة أخرى. فعندما انكشف الغطاء عن قرية المقشع، واستدارت نحوها عدسة الإعلام بعد زيارة ولي العهد لها في العام 2002م، وكانت الأنظار متوجهة إلى تلك المناظر التي أسرت القلوب وآلمتها حتى بدأت المقارنة بين قرية المقشع وغيرها من القرى، تبين أنها ليست أسوء حالا من باقي القرى المنكوبة خدميا، وإنما المقشع هي مثال صارخ للحال التي بقيت عليها كل القرى عقودا من الزمن.
هذا المثال يتكرر اليوم في قرية النويدرات التي لم تستطع أن تخفي أنينها، ولكن هذه المرة من وطأة البطالة التي لا يكاد بيت نويدري إلا ويشتكي منها. هذه الحال انكشفت عندما قام وزير العمل بزيارة القرية قبل يومين فكانت الرسالة الأولى التي وجهها الأهالي من خلال الوزير "مشكلة البطالة"، وهذه المرة أيضا لا خصوصية لقرية النويدرات في معاناتها من هذه المشكلة، فكل القرى تغص بأبناء العشرين والخمسة والعشرين ربيعا المنتظرين لبصيص أمل ينقلهم من البطالة إلى الاستقرار الوظيفي. ولو قصد وزير العمل أية قرية أخرى بما فيها مسقط رأسه "مقابة" فلن يجد الحال أفضل من قرية النويدرات أبدا بل ربما يصطدم بالأسوأ. الاستراتيجية التي يعالج بها خلل البنية التحتية، والحال الاقتصادية للقرى لا تتناسب مع المشروع الإصلاحي حتى اليوم، فتطوير قرية المقشع لفتة كريمة، ولكن ماذا عن باقي القرى المقشعية وما الاستراتيجية لتطويرها؟ وأمر وزير العمل بتوظيف عاطلي قرية النويدرات خطوة في الاتجاه الصحيح... ولكن ماذا عن بقية القرى النويدراتية لتوظيف عاطليها؟
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 906 - الأحد 27 فبراير 2005م الموافق 18 محرم 1426هـ