بالأمس اجتمعت ثلاث كتل عربية إقليمية لها وزنها العريق في قلب الوطن العربي خصوصا والدولي عموما ولها بصماتها الملموسة على مجمل الأحداث والمجريات، إذ التقى كل من رئيس فلسطين محمود عباس "أبومازن" مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك.
جميع تلك الأقطاب اجتمعت على طاولة واحدة للتشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في شرم الشيخ، وأسفرت تلك المشاورات على صيغة تسوية للقضية الفلسطينية - التي هي محور الصراع العربي الإسرائيلي - للخروج بحل سلمي يسرع وتيرة الاستقرار. وفي المقابل يتعهد أبومازن بوقف تحرك "المقاومة" خصوصا من قبل حركتي "حماس" و"الجهاد" كمقدمة لتنفيذ الخطوط العريضة التي ترسم ملامح "خريطة الطريق". وأسفرت تلك القمة عن سماح القاهرة وعمان بعودة سفيريهما إلى "تل أبيب".
ثارت ضجة داخل الإمارات جراء قيام رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بإمارة دبي محمد العبار بزيارة "إسرائيل" وسعيه لشراء منازل المستوطنين في قطاع غزة. وبلغ الأمر أن أقدمت صحيفة "الاتحاد" الصادرة في أبوظبي على وصفه "بأنه يحسب نفسه كسنيجر زمانه فهذا أمر لا يمكن قبوله" وكان معروفا عن وزير الخارجية الأميركى السابق هنري كسينجر إبان حرب أكتوبر بهمته الدبلوماسية المكوكية.
وعلى جانب آخر ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مسئولين إسرائيليين إن شارون تلقي دعوة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لزيارة تونس لحضور مؤتمر دولي عن تكنولوجيا المعلومات برعاية الأمم المتحدة يعقد في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وأوضحت بأنها خطوة يراد بها التطبيع مع "إسرائيل".
المشكلة التي تتربص بنا والتي تكمن وراء دوافع السلوك الانفرادي لبعض الدول هو الخلل الذي يحكم رابطة الدول العربية على رغم التقائها جميعا في كنف وحضن الجامعة غير أن التشتت وعشوائية صناعة القرار تبقى معضلة. فالوئام والاتحاد الذي نسعى من خلاله إلى كسر قاعدة الجمود التي بدأت تتفشى في جميع الهياكل الجامعة والوطن العربي يبقي بعيد المنال إذا لم نوقف مثل هذه التحركات الفردية الغير محسوبة
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 906 - الأحد 27 فبراير 2005م الموافق 18 محرم 1426هـ