العدد 905 - السبت 26 فبراير 2005م الموافق 17 محرم 1426هـ

"مركز فتاة الوسطى"... حلم لم يتحقق

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

كان لنا أن نحلم في يوم من الأيام حلما طموحا، لكنه للأسف الشديد لم يكتب له أن يتحقق، ولا نعلم إن كان سيتحقق في يوم من الأيام أم لا، فالأيام المقبلة كفيلة بتبيان الأمور وتحقيق الأحلام، فقد حصل أن تجمعت مجموعة من ناشطات المنطقة الوسطى وتبادلن الأحلام والطموحات كلا بحسب اختصاصه وميوله، ومن حق أي منا أن يحلم فالأحلام بالمجان كما يقال دائما، وخصوصا أنه في هذه المرة لم يكن الحلم اعتباطا، وإنما كان موجها ومقصودا، فقد طلب منا أن نحلم وإن نكون أيضا طموحين في أحلامنا وفي خيالنا، وبالتالي كان الحلم جميلا جدا ما أروعه فقد كان بلا حدود وبلا قيود، وما أن استيقظنا من حلمنا وجدنا أنفسنا بعيدين كل البعد عن تحقيق الحلم الذي حلمناه فقد كان أشبه بالطيف.

فكرة الحلم كانت تتحدث عن مشروع "مركز فتاة الوسطى متعدد الأغراض"، وهو أشبه بمحاولة إيجاد مؤسسة نسوية متخصصة لنساء المنطقة الوسطى بحيث تكون تلك المؤسسة عبارة عن مركز مترامي الأطراف متعدد الأغراض وتكون - بطبيعة الحال - المنطقة الوسطى موقعا له، بحيث يضم المركز كل احتياجات فتاة الوسطى تحت سقف واحد. نعم، حتى يتمكن المركز من خدمة المرأة من جميع الجوانب وعلى جميع الأصعدة سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو الصحي أو الرياضي أو التعليمي أو حتى السياسي، فلابد من توفير مجموعة من الوسائل والأساليب والأجهزة والتقنيات والإمكانات الحقيقية ومن خلال توفير القاعات والصالات والمراجع والمصادر المعرفية التي من خلالها يتم العمل على تنمية وعي المرأة توعية شاملة متكاملة، فهناك على سبيل المثال غرف للمطالعة والقراءة وقاعات للدراسة ومعرض دائم لعرض الأعمال الفنية والأشغال اليدوية وهناك عيادة صحية وقاعة للتقنيات والعرض وصالة رياضية ومضمار للمشي وبركة سباحة لممارسة السباحة والرياضات المائية، وهناك قاعات الحاسوب والانترنت، وهناك قاعات خاصة بالندوات والمحاضرات والمؤتمرات كما أن هناك صالونا نسائيا وسوبرماركت وحضانة للأطفال الصغار وقاعات انتظار... إلخ ، فقد كان المشروع في جوهره نوعيا للغاية ليس على مستوى المنطقة الوسطى فحسب، وليس على مستوى البحرين فقط وإنما على مستوى الوطن العربي أيضا، فقلما نجد مشروعات بهذه الكيفية، وتكون خاصة للعنصر النسائي الذي يرتاده، لا نتكلم عن رواده فقط بل إن الطاقم الإداري وجميع الموظفين في المركز من الإناث. وبالتالي فإن التركيز بشكل كبير هو على الكادر النسائي في جميع جوانب المركز.

كتب المشروع في صورته النهائية، وكتب له أن يبقى حبرا على ورق بعد أن استنفد كل الحيل والأساليب، فتارة نجد المشروع في أروقة مجلس بلدي الوسطى لأن الفكرة أساسا جاءت من المجلس البلدي نفسه، وتارة أخرى نجده سيمرر عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية وتارة نجده سيعرض على المؤسسة العامة للشباب والرياضة ولا نعلم، أية نهاية سيكتب له، نتمنى ألا يكون الدرج مكانه الأخير، ونتمنى أن تتلقف المشروع أيد أمينة حريصة على واقع المرأة البحرينية ومستقبلها.

فلماذا يا ترى تأخر مركز فتاة الوسطى؟ ولماذا لم ير النور إلى الآن؟ وهل مشروع كهذا من المفترض ان يجد من المسئولين التباطؤ فيه أو التأخر عنه؟ لماذا لا يكون مشروع كهذا موجودا ومعمما في جميع محافظات البحرين ؟ ولماذا لا تبادر المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى إنشاء مراكز تخصصية على نمط هذا المشروع، ألا يجدر بها أن تعمل على تلبية طموح الشارع البحريني، وأين هي خطط المؤسسة العامة للشباب والرياضة تجاه المرأة، وخصوصا المرأة "الإسلامية" التي لا يناسبها أبدا اللجوء إلى الأندية المختلطة؟ أليس حريا بها توفير مراكز خاصة للنساء الإسلاميات وتوفير كل النشاطات اللازمة لهن، مع العلم أن أعدادهن كبيرة جدا ولا يستهان بها كما أن لديهن الرغبة الكافية في الاستفادة مما هو موجود، فلماذا تحرم من ممارسة حقها، فقط لكونه الاختلاط لا يروق لها، وفق النظام المعمول به حاليا، كما أنه وجب أن تكون الأندية تتناسب مع عصر التفجر المعرفي فلا ينفع البتة أن تتوافر هناك أماكن للرياضة فقط فلا يمكن فصل الرياضة عن بقية العلوم الأخرى بل لابد من تكاملها.

أعتقد أنه آن الآوان لكي نفكر تفكيرا راقا فيه تحد كبير لما هو موجود، وأعتقد أنه لا تنقصنا الإمكانات ولا الخبرة والدراية، فقط تنقصنا الإرادة والعزيمة، نأمل أن تتوافر لأنها كفيلة بتحقيق الآمال والأحلام.

كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 905 - السبت 26 فبراير 2005م الموافق 17 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً