لن يهنأ بال الآباء إلا إذا حدث التوازن بين الأدوار المطلوبة من الأبناء والآباء والمدرسين في مسألة تأدية الواجبات الدراسية. .. ولكي نحقق ذلك علينا ان نتبع ثلاث خطوات وضعها خبير مهم له نظرياته الخاصة في عالم التربية النفسية قام بتطبيقها وأثبتت نجاحها هو روبرت مكنزي.
1- توضيح هذه الواجبات المطلوبة من الأطراف الثلاثة:
علينا في البداية ان نضع حدودا حازمة على مختلف الوظائف المطلوبة من ثلاثة الأطراف ويطلب الخبير من الآباء ان يجلس أحدهم مع طفله ويوضح له أنه على نية تغيير بعض طرق تأدية واجباته الدراسية في المنزل... ثم يوضح له قائمة بالواجبات لتحقيق التوازن بين الأطراف الثلاثة "واجبات الآباء، واجبات المدرسين، واجبات الأبناء" وعلى الأب أو الأم ان يوضحا هذه الواجبات بطريقة تفصيلية ومحددة... كيف ستؤدى واجبات الأبناء، ومتى وأين؟ لو سأل أب ماذا سيفعل اذا لم يلتزم ابنه بما حدده من واجب عليه؟
يؤكد هذا الخبير ان من المطلوب ان يضع الآباء لأبنائهم مقاييس لمحاسبتهم على عدم ادائهم واجباتهم في الوقت المحدد لهم... الأبناء مسئولون عن هذه الواجبات وسيتحملون نتائج اعمالهم اذا أهملوها... وهذا ما كان يفتقده الآباء في تعاملهم السابق مع هؤلاء الأبناء وهم يؤدون ما عليهم من واجبات... بحسب ما يعتقد هذا العالم التربوي فان العواقب توفر حافزا ومحركا للقيام بالواجب.
2- تدعيم المحاسبة:
اذا وجد أبناءكم طريقة ليتهربوا من أداء واجباتهم المدرسية ونجحوا في ذلك من دون ان يتحملوا نتائج أفعالهم السلبية، فانهم لم يغيروا سلوكهم هذا اذا وجدوا محاسبة من آبائهم بأن يجعلوهم يتحملون عواقب تصرفاتهم المهملة في النظام الذي وضعوه لهم... وهذا الأسلوب يطبقه الآباء من خلال إرشاد ابنائهم وهم يقومون بواجباتهم لا المشاركة في أدائها كما كانوا يفعلون من قبل... وعليهم وهم يقومون بذلك تحديد العواقب أو النتائج المنطقية التي شرحتها في الحلقات السابقة والتي سيلاقونها من آبائهم اذا لم يقوموا بها بشكل جيد وفي الوقت المحدد.
يؤكد ذلك الخبير أن هناك عدة طرق للقيام بذلك لكنه يؤمن بطريقتين بصفة خاصة لانهما بسيطتان ومختصرتان، ولا تحتاجان الا الى تدخل قليل من الآباء.
هنا سأحاول توضيح طريقة هذا الخبير بأسلوب بسيط وواضح لكي يتمكن جميع الآباء والمدرسين من تطبيقها والاستفادة منها.
ان التعامل مع طفل المرحلة الابتدائية يختلف عن التعامل مع تلميذ المرحلتين الاعدادية والثانوية لأن الطالب في المرحلتين العليتين سيتحمل مسئوليات أكثر، بينما المطلوب من الطالب في المرحلة الابتدائية ان يأخذ اللائحة التي يجب ان يسجل فيها المدرس المسئول عن الفصل كل الواجبات المطلوب منه القيام بها خلال كل يوم من أيام الاسبوع مع توضيح أسماء الأيام... الى البيت. وعلى المدرس ان يحدد في أسفل اللائحة الواجبات المهمة... ومسئولية الطالب ان يأخذ هذا الجدول الى البيت وان يلتزم بتطبيق تلك الواجبات... اما اذا لم يلتزم به فإن على والديه ان يعاقباه بأن يجعلاه يتحمل النتائج المنطقية لعدم التزامه بأداء هذه الواجبات خلال كل يوم من أيام الاسبوع بأن يحرم من مشاهدة برنامج يحبه او حرمانه من أي متعة يرغب فيها خلال يومه... حتى يتعود على الالتزام والا فإن الطالب لن يستفيد منه. بالنسبة الى الطالب في المرحلتين الاعدادية والثانوية فإن ذلك النظام يختلف قليلا لأن ذلك الطالب كبر وازداد نضجا فكريا وأصبح عليه ان يتحمل المزيد من المسئولية... وإذ ان عدد مدرسيه ازداد في هذه المرحلة فإن عليه بعد ان يكتب بنفسه واجباته المدرسية في الجدول الاسبوعي خلال كل يوم من أيام الاسبوع مع تحديد اسم اليوم أن يذهب الى مدرسه لكي يوقع الجدول... ويتحمل عواقب ما اذا لم يفعل ذلك، بأن يحرمه والداه من أي هواية أو تسلية يمارسها بعد المدرسة.
وعلى الوالدين هنا مسئولية الاطلاع على الجدول والتأكد من أن ابنهما قام بما عليه من واجبات لذلك اليوم وان يقوما بتحديد الامتيازات التي سيحصل عليها نتيجة لالتزامه بما هو مطلوب منه... وتتراكم الامتيازات الى نهاية الاسبوع مثلما يتحمل عواقب عدم قيامه بواجباته... لكن أهمية تحمل الطالب العواقب او النتائج المنطقية التي يوقعها عليه والداه تتطلب الاستمرارية من الآباء في تطبيق ذلك النظام بهدوء حازم... لكي يتعود الطالب على ان يتحمل مسئولية أداء واجباته... وسيتوقف بذلك الصراع والتوتر اليومي الناتج عن عدم التزام الأبناء بأداء واجباتهم الا اذا ألح عليهم آباؤهم بشكل غير مؤثر.
أما النتائج المنطقية التي يطبقها الآباء على أبنائهم في المرحلة الابتدائية لإهمالهم أداءهم واجباتهم المدرسية فإنها تتحدد في الآتي:
لا زيارة لأصدقائه أو زيارتهم له بعد المدرسة - لا لعب - لا مشاهدة للتلفزيون - البقاء في البيت والقيام بنشاطات هادئة مثل القراءة أو الرسم "عدم تطبيق كل العواقب معا".
أما بالنسبة إلى الأبناء المراهقين فإن تحمل عواقب عدم التزامهم بأداء واجباتهم فتتحدد في الآتي:
لا وقت حرا بعد المدرسة - لا زيارة للأصدقاء - لا استخدام للهاتف - لا مشاهدة للتلفزيون - البقاء في البيت والقيام بنشاطات هادئة مثل القراءة أو الرسم فقط.
والى الحلقة المقبلة لنكمل الخطوة الثالثة والأخيرة من هذا النظام الفعال.
كاتبة بحرينية
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ