شهدت البحرين أمس الأول تدشين ورشة عمل كبرى حضرها نخبة من الحكومة والبرلمان والمجتمع وأصحاب الأعمال برعاية ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وهذه هي الورشة التي تحدث عنها مجلس التنمية الاقتصادية وقال إنه سيطرح رؤية استراتيجية للانتقال بالبلاد إلى المستوى الذي يليق بها.

وما يهم كثيرا من الناس هو طريقة المعالجة التي اتسمت بالصراحة بحيث تحدث الجميع عن كثير من القضايا الحرجة بحضور الصحافة التي نقلت في اليوم التالي ملخصات عما دار في الورشة.

وهذا الأسلوب في المصارحة ربما يكون غريبا على منطقتنا التي اعتادت على أن يخفي المسئولون ما يجري في بلدانهم ظنا منهم أن شعوبهم أغبياء وان العالم لا يدري بما يدور في بلدانهم.

وإذا كانت البحرين قد سبقت غيرها في القرن الماضي في عدد من المجالات وإذا كنا قد تراجعنا لأسباب مختلفة فإنه بإمكاننا أن نقول إننا أول دولة تحصل على مسئول رفيع المستوى يجلس مع مختلف الفئات ويتحدث معهم عن واقع البلاد ويفسح المجال لطرح الرأي علانية أو من خلال الأوراق التي ملئت من قبل الحضور وسلمت إلى مجلس التنمية الاقتصادية. لقد نقلت التقارير الصحافية أمس جانبا من الحوارات ولفت انتباهي مقترح بيع بلاج الجزائر بالمزاد العلني من أجل تطويره سياحيا، كخطوة أولى لفتح سواحل البحرين التي أغلقت على أهلها من كل جانب.

ان استعادة وطننا لدوره المنتظر يتطلب من أصحاب الشأن ومن بيدهم القرار السياسي ان يبادروا بطرح حلول جذرية لمشكلة الأراضي التي انتهت من الوجود واستلمها أشخاص هنا وهناك وحرموا منها البلاد على المستوى الاستثماري والسياحي والاستخدام العام حتى أصبحنا نغادر البحرين إلى دول الجوار لكي نرى ساحل البحر والحدائق العامة والمساحات المفتوحة.

اننا بحاجة إلى استمرار هذه المشروعات الإصلاحية الجذرية كما أننا بحاجة إلى تضافر الجهود لتحقيق حلم البحرينيين أجمع الا وهو عودة الأراضي والسواحل والجزر من الاستملاك الخاص أي الاستملاك العام من دون افلاس موازنة الدولة بحجة إعادة شرائها.

فما أخذ مجانا يسترجع مجانا وفي ذلك خير للجميع