في اختبار حقيقي بعد أن فازت لائحة الائتلاف العراقي الموحد بغالبية مقاعد الجمعية الوطنية "البرلمان العراقي" بحيث يمكنها تشكيل مجلس وزراء متماسك وقوي، تضع نفسها في اختبار حقيقي في بلد متنوع الثقافات والأعراق.
فالتشكيل الحكومي المرتقب سيصطدم بحقائق مجردة عن واقع الحياة السياسية العراقية، إذ ان العنف الذي مازال محتدما له صلة بطوائف أخرى يوجد في بعضها متعصبون غير مقتنعين أصلا بنتيجة الانتخابات. وإذا كان ثمة أمل في مواجهة هذا النوع من التعصب بنجاح فإنه يتعين على الائتلاف المدعوم من قبل المرجع الديني السيدعلي السيستاني أن يجذب تلك الطوائف وخصوصا المعتدلة منها، إذ يبدي، على سبيل المثال، الحزب الإسلامي العراقي وبعض القبائل استعدادا للمشاركة في حوار وطني وبناء. لذلك ينبغي على الائتلاف استغلال مثل هذه المواقف المعتدلة. وقد قام رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد عبدالعزيز الحكيم بخطوة جديرة بالإشادة وذلك أثناء خطبته أمام حشد جماهيري في ختام مراسم عاشوراء. فقد حث الرجل أتباعه على أن يعملوا على أن: "يصبح الدستور الدائم للعراق بمثابة ضمانة حقيقية للمواطنين كافة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الطائفية". لكن ثمة خلافات بينة في الرأي في صفوف الائتلاف ينبغي تجاوزها وإلا فإن المكتسبات الانتخابية ستصطدم بالشكوك الأميركية أيضا بشأن قدرة العراقيين على التفاوض سويا والوصول إلى اتفاقات حساسة بين مختلف أطياف المجتمع العراقي، وقلق واشنطن من العلاقة بين زعيم حزب الدعوة إبراهيم الجعفري وإيران. ولهذا أمام حكومة الجعفري المرتقبة تحديات وأسئلة معلقة بشأن الاستقرار وإرساء الديمقراطية وتحسين العلاقة بالغرب ودول الجوار ومواجهة التطرف الداخلي. ولذلك يجب على حكومة الائتلاف تأكيد توحيد الصفوف وترسيخ سلطة تمثيلية لكل الكيانات السياسية وألا تتوانى في الجلوس على طاولة المفاوضات مع المتشددين من أجل مصلحة الوطن وبالتالي تفويت الفرصة على المتربصين من أمثال المحتلين
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 903 - الخميس 24 فبراير 2005م الموافق 15 محرم 1426هـ