لا يخلو العالم من جمعيات تتصدى وهما للدفاع عن حقوق الإنسان، فيما هي في واقع الأمر لا ترقى في إمكاناتها وتاريخها وصدقيتها للدفاع حتى عن حقوق الحيوان، وخصوصا اذا ما ولدت في ظل ظروف يراد لها أن تلعب فيها دورا رئيسيا في الحياة العامة التي هي بمعزل عنها، وتظل في موضع شبهة يكون الطعن فيها مجرد تحصيل حاصل خصوصا إذا ما أريد لها أن تكون بديلا مستنسخا ولو قسرا عن جمعيات دفعت ثمن تصديها الحقيقي للدفاع عن تلك الحقوق. تبدأ تلك الجمعيات بالخروج علينا بالبيان رقم 1 ، تنعى فيه وضعية الحقوق المصادرة وبهذيان وتدبيج لا يحتاج الى كبير جهد لتمييزه.

الحديث عن حق وحرية التعبير لا يعدو كونه كلمة حق يراد بها باطل، ويراد بها تبرير التطاول والتجاوز وإن مسا الذات الإلهية طالما تم تبني رؤية ساذجة وركيكة لليبرالية يراد تسويقها في مدينة الحد والهملة وعسكر وكأنهم في نيويورك أو باريس أو ستوكهولم!

الإدمان وهما على القدرة في استغباء واستحمار الآخرين يولد حالا من الثقة التي تصل إلى درجة المرض، وبالتالي لن تنفع معها حين تصل الى حال حرجة كل عقاقير وحكماء الدنيا. فكل شعوب الأرض لا توفر فرصة للسخرية من سياسييها والنيل منهم، ولكنها تظل تحتفظ بمساحة من الاحترام والتقدير لرموزها الدينية، وإن اختلفت معها في موقف أو لحظة تاريخية، ولا تعمد الى تسخيفها ووصمها بنعوت لا تليق بأكثر الجزارين وحملة الأنواط الزائفة في التاريخ!

اللعنة على ليبرالية تريد تحويل هذا المجتمع الى نسخة أخرى من مجتمع ما قبل اكتشاف الكتابة واكتشاف النار