على رغم الضجة التي أثارتها الشهر الماضي بشأن تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية وعدم حصره على دولة المقر، فان الجزائر عكفت هذه الأيام على ممارسة نشاط دبلوماسي مكثف للتحضير وإنجاح القمة العربية المقبلة التي ستعقد على أراضيها وقد يواكب انعقادها نجاح مساعي التطبيع وتفعيل اتحاد دول المغرب العربي.
ستعقد القمة العربية يومي 22و23 مارس/ آذار المقبل ويبدو أن تحديات وتحولات كثيرة على المستويين الإقليمي والدولي ستكون محور اهتمامها. أول الخطوات الجادة التي اتخذتها الجزائر هو إزالة حال القطيعة والفتور بين دول المغرب العربي وفي هذا الصدد امتدت يد الجزائر إلى جارتها المغرب إذ شهدت الساحة زيارات ورسائل متبادلة لتحسين العلاقات وتجاوز رواسب الخلاف بشان قضية الصحراء.
وكان من النجاحات التي حققتها دول المغرب وتحسب لصالح نجاح القمة هو تحسين العلاقات بين ليبيا وموريتانيا عقب التوتر الذي شاب العلاقات بين العاصمتين على خلفية محاولة لانقلاب التي استهدفت حكومة معاوية ولد الطايع في نواكشوط وأشارت أصابع الاتهام لتورط طرابلس فيها.
كما توقعت تقارير الأنباء أيضا أن تعقد قمة بين دول المغرب العربي على هامش القمة العربية ما يعني عمليا ضخ الدماء لإنعاش هذا الاتحاد الذي كان يعيش في حال "بيات شتوي" بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء. وعليه فان تلك المقدمات تؤكد جدية الحكومة الجزائرية في إنجاح القمة العربية ويبقي أن يرتفع الجميع إلى مستوي الحدث ونتمنى أن نشهد وقتها إجماعا عربيا وتوافقا في القرارات حتى ينظر لنا العالم بعين الاحترام والتقدير
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ