العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ

الطائفية... المصارحة والمكاشفة أنجع

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يبدو أن البعض أساء فهم "أو فهم سوءا" العبارات التي وردت في عمود الاثنين، وأشير في هذا الصدد إلى منطلقات أساسية حين الكتابة عن أية قضية أو موضوع، منها: حب الخير لجميع مواطني هذا البلد بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم وتلاوينهم وأعراقهم، والارتكاز على الدستور، وميثاق العمل الوطني كمرجعية وحدوية جامعة، وذلك في إطار المبادئ الإسلامية الجامعة. وطبعا، الالتزام بأخلاقيات المهنة.

حينما كتبت عن الطائفية، لم انطلق من كوني مع طائفة ضد أختها، بل انطلقت من الفضاء الوطني العام الذي يجمعنا على هذه الأرض الطيبة. وعلى ذلك جاءت الاتهامات - كالعادة - من متطرفي الطائفتين وممن يرتزق من موائد الطائفية الدسمة.

الأوضاع الطائفية التي يحاول ألا يراها عدد لا بأس به من مثقفينا وكتابنا لا يعني عدم وجودها، فالطائفية تنخر حتى أعمدة الإنارة وإشارات المرور لمن أراد أن يعرف واقع المجتمع البحريني! وبعد ذلك نقول لا طائفية موجودة، والكل أسرة واحدة... هل الواقع يقول أسرة واحدة أم طوائف متناحرة؟!

لا تريدون المصارحة فهذا شأنكم، أما أنا وأجيال لاحقة من البحرينيين فإننا نريد المصارحة والمكاشفة حتى يطمئن الواحد منا على مستقبل أولاده ومستقبل مملكة البحرين الدستورية. ثم ألا يكفينا ما ضاع منا في سنين التيه... - تذكرونها - ثلاثون عاما مضت والبحرين تعاني من الكبت والقهر والتسلط والاستبداد، أفرزت الكثير من العقد الطائفية...

وجه البحرين الحضاري، الذي نباهي به الأمم في الخارج، هو كالح السواد في الداخل، من ينكر ذلك؟ فالشعب البحريني منقسم اليوم أكثر مما كان عليه من قبل. هل تريدون لنا الاستمرار في دفن الرؤوس في الرمال؟ لن نقبل ذلك، على رغم قسوة المصارحة ولكن الحاجة اليوم إلى المكاشفة أكثر من أي وقت مضى، ألا تتحدثون عن الشفافية، فإذا كانت عقولكم وألسنتكم غير شفافة فأي شفافية تريدون أخبرونا؟ أتريدون شفافية "ما في فرق بينا وبينكم!" هذه ليست شفافية، بل هذه قمة الضبابية! أتريدون شفافية: إذا سرق من طائفتنا أحد لا نحاسبه وإذا سرق من غيرنا حاسبناه... هذه الشفافية التي يريدها الطائفيون... فالطائفية تحمي!... وأعتقد أن النواب أظهروا قليلا من طائفية المجتمع، وذلك في الاستجواب الشهير للوزير السابق عبدالله سيف، أو حينما تقدم أحد النواب طالبا أسماء من توظفوا في تلك الوزارة. المجتمع البحريني، وهذه الحقيقة، يعاني من الطائفية من رأسه حتى أخمص قدمه!

حينما تطرقت يوم الاثنين الماضي إلى الفائدة من استخدام مصطلحات من قبل مشايخ المنابر مثل: "المؤمنين" و"الموحدين"، ضربت بذلك مثلا من الطائفتين. وحينما استوقفتني في أحد أحياء المحرق عبارة مكتوبة، كنت أعرف خطورتها، وانظر ماذا جرى؟ أحد الموتورين مزقها! وحينما كتبت عن التوسع المكاني المخالف لأعراف البلد، ماذا جرى؟ سيل من المكالمات انهمر علي من قبل أبناء طائفة معينة!

ليس مبررا القول إننا ما قصدنا ذلك، بل المفترض أن نقول نحن نرفض ذلك ابتداء، ما دام فيه خدش لمشاعر طائفة كريمة تعيش معنا على هذه الأرض الطيبة. بطبيعة الحال يوجد موتوريون من كلا الطائفتين، ومعالجة الأمور تتطلب تدخل العقلاء الذين لا يشترون ويبيعون في سوق الطائفية، ولا يعقل أن يقال هؤلاء صغار، "فمعظم النار من مستصغر الشرر". ثم يجب على "البعض" أن يتذمر من إعلانات "الديسكوات" والمراقص المنتشرة في البلاد وليس من رايات وأعلام مرفوعة في مناسبة معينة، أليس كذلك؟! وأكرر علينا إعادة قراءة المادة "22" من دستور مملكة البحرين

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً