العدد 901 - الثلثاء 22 فبراير 2005م الموافق 13 محرم 1426هـ

الإصلاح السياحي

علي الفردان ali.alfardan [at] alwasatnews.com

كثر الحديث في البحرين عن التوجه العام نحو السياحة النظيفة والمحترمة وأكسبت حقبة الإصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك الكثير من الزخم لتصحيح الأوضاع السياحية التي لا تعبر عما تزخر به البحرين من مقومات جذب سياحي تستحق بها أن تكون مكانا يقصده الناس للتمتع بحق بكلمة "سياحة"، وللأسف يطلق البعض على اللهو غير البريء "سياحة"، السياحة أكبر من ذلك فهي غذاء روحي وذهني وعقلي وعاطفي.

ويعتقد البعض ان تفريغ السياحة في البحرين من محتواها السيئ قد يضر بها كصناعة اقتصادية منتجة، وغالب الظن أنهم مخطئون في نظرتهم.

المقومات السياحية كثيرة في أية دولة، فلم تعد منطقة ما تخلو من أية عناصر سياحية جاذبة، ففي الإمارات تحولت الصحراء التي كان ينظر إليها بأنها بيئة طاردة للسياحة إلى مرتع مفضل للكثير من السياح العرب والأجانب على حد سواء، هذا الأمر لا يتطلب أكثر من إمعان الفكر في تسخير الطبيعة لخدمة الأهداف السياحية المنشودة.

تبدأ متطلبات الإصلاح السياحي في البحرين من فهم القطاع الحكومي والخاص السياحة منتجا اقتصاديا وحضاريا يمكن تقديمه بصورة إيجابية لا تتعارض مع القيم الإنسانية وإذا ما وجد هذا الإيمان الراسخ بهذه الفكرة تيسر على القائمين على قطاع السياحة العمل فعلا على انتشالها من المستنقع الذي تعيشه، وتأتي ضمن خطط واستراتيجية واضحة "التشديد على واضحة"، ذات إطار زمني محدد تراعى فيها رؤى رجال الأعمال المنتمين إلى القطاع السياحي والفندقي والخبراء في هذا المجال على أن يكون الالتزام بهذه الخطة موضع اهتمام الجميع، بعدها يأتي التنفيذ الذي يجب أن يكون حازما بعيدا عن التهاون أو التساهل.

والإصلاح السياحي لا يستوجب فقط تصحيح بعض الممارسات بل تطوير المرافق السياحية التي تعاني من تدهور واضح، فعلى رغم أن البحرين أرخبيل من الجزر قل ما نرى شواطئ عامة يمكن أن يقصدها الناس لتكون مكانا يستأنسون فيه، فتعزيز السياحة الداخلية لا مناص عنها في أية عملية تطوير سياحي خصوصا أن العمال البحرينيين يحظون بقدر مناسب من الاجازات وقدرة مالية تسمح لهم بأن يكونوا سياحا في بلادهم، فلماذا نهدر هذه الفرصة ليستفيد منها الآخرون؟

المعارض، المؤتمرات، الأسواق والاحتفالات الشعبية، الكثير من الأفكار التي يمكن استغلالها في البحرين لم تجد طريقها في الواقع وهي بانتظار تفهم أكبر من الجميع بأن السياحة مفهوم واسع لا يشمل الممارسات الدخيلة على هذه الصناعة العريقة

إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"

العدد 901 - الثلثاء 22 فبراير 2005م الموافق 13 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً