قالت أستاذة ورئيس قسم الطب النفسي والأعصاب، وأول أستاذ لطب نفس الأطفال في الوطن العربي، زينب البشري، والتي تزور مستشفى البحرين الدولي خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل/ نيسان الجاري: «زيادة النشاط الحركي لدى الأطفال وقلة الانتباه؛ إذ تتسم الطفولة بزيادة الحركة والنشاط الزائد وحب الاطلاع مع سهولة تشتت الانتباه؛ ما يساعد الطفل على التأقلم في ظروف الحياة المختلفة ويعطي الطفل طابعاَ من البراءة وعدم الاستمرار في الانفعالات الشديدة فمن السهل على أي أم عندما يبكى طفلها أن تشتت انتباهه لشيء آخر.

أما الطفل مفرط الحركة فإن تشتت انتباهه هو سمة أساسية شديدة لدرجة أنه من الصعب تركيزه في شيء واحد؛ ما يجعله لا يستطيع إتمام أي عمل من الأعمال العادية حتى القصة الصغيرة لا يسمعها ولا يستقر في مكانه من كثرة الحركة. والحركة هنا غير هادفة لأنه لا يستطيع الاحتفاظ بالهدف الأساسي الذي كان يريد الحصول عليه أو عمله.

مثال حين يطلب منه إحضار لباسه فإنه يتشتت بسهولة من أشياء في طريقه لإحضار الشيء وقد ينسى الهدف الأساسي. وقد تنتقل للدراسة؛ ما يؤدى إلى صعوبات في التعلم عموما والتعليم خصوصا، وللأسف إن معظم الآباء يلجأون للعقاب البدني أو التوبيخ ظناَ منهم أنه يحتاج للشدة كي ينتبه أو كي ينجح في دراسته.

وذكرت البشري، أن «من المظاهر الخادعة في هذه الحالات أن مثل هؤلاء الأطفال يستطيعون الانتباه والسكون أمام أفلام الكرتون؛ ما يعطى الآباء اعتقادا بأن الطفل تركيزه جيد وفى بعض الأحيان تترك الأم الطفل أمام التلفزيون فترات طويلة للتخلص من كثرة حركة الطفل؛ ما قد يؤدى إلى سلبيات كثيرة».

مشيرة إلى «أن هناك أنواعا للفرط الحركي المرضى مظاهره تعتمد على الأعراض الرئيسية عند الطفل. هل هو تشتت الانتباه أم النشاط الحركي زائد الاندفاعات المتكررة؟ وعلاج هؤلاء الأطفال علاج سلوكي عن طريق الثواب والعقاب مع تعديل السلوك الخاطئ بالإضافة إلى تشجيعه دراسياَ من المدرسين والوالدين عندما يسلك بطريقة سليمة، استخدام الألعاب الرياضية مثل السباحة وكرة القدم والتنس يفيد في هذه الحالات، ويوجد علاج دوائي للحالات الشديدة والمتوسطة وتوجد عقاقير كثيرة يمكن استخدامها بحسب تقييم الطفل بعد عمل الفحوصات اللازمة».