نشرت "الوسط" قبل أيام قليلة خبر طرح شركة أجنبية أفكارا إعلانية جديدة في الشرق الأوسط مثل بالونات الهيليوم التي تحمل معها شاشات إعلانية يراها الناس من مسافات بعيدة. وعند قراءة مثل هذه الأخبار نتساءل أين وصل الإبداع الإعلاني في منطقتنا العربية وفي البحرين على وجه الخصوص؟.
إن كل وسيلة إعلامية مستحدثة لا تلغي سابقاتها، بل تعزز منها مقولة معروفة لدى كثير من الإعلاميين والاعلانيين، ومع اكتشاف وسائل إعلامية جديدة تتحول أنظار رجال الأعمال نحو هذه الوسائل لتسويق أعمالهم فمن لوحات الشوارع حتى الملصقات ونهاية بالـ "أس أم أس" ومواقع الإنترنت لا يتوقف خيال الاقتصاديين من تطويع كل شئ لخدمة وتطوير أعمالهم، فقد منحتهم هذه الوسائل الجديدة المزيد من الخيارات وحررتهم نوعا ما من الرضوخ لوسيلة إعلامية أو اثنتين بعينها ورغم سيطرة التلفزيون بلا منازع على سوق الإعلان وحجمه إضافة إلى وسائل الإعلام المطبوعة إلا أن الكثير يأمل في أن تزيح هذه الوسائل الجديدة سابقاتها من القمة وقد ينطوي هذا على كثير من التفاؤل برأي التقليديين.
ويتوقع الكثير من الإعلاميين انه مع ظهور مواقع لا حصر لها على الانترنت تعرض كل الخدمات بما فيها الأخبار والترفيه فان الجيل الجديد سينقل ثقافته الإعلامية لهذه الوسائل وأن مستقبل الإعلان سيكون معها، ورغم تحفظ التقليديين على ذلك إلا أن التطور السريع لهذه الوسائل أجبر الكثير من وسائل الإعلام التقليدية على بناء مواقع خاصة لها واستحداث خدمة الأخبار عن طريق رسائل "أم. أس. أم" لكي لا تجد نفسها معزولة بعد ذلك.
وإذا ما علمنا إن حجم المستخدمين في البحرين يصل إلى أكثر من 100 ألف مستخدم حسب احصاءات شركة بتلكو للعام الماضي، فسنكون على يقين بتنامي استخدام هذه الوسائل وان خطوة كبيرة بدأت في سوق الإعلان في الإنترنت في البحرين.
وبحسب رئيس جمعية المعلنين البحرينية خميس المقلة فإن الإعلان على الإنترنت لا زال يتعثر في خطواته الأولى وإن الشركات والمنتفعين من الإعلان لا يرون هذه الوسيلة مغرية وجذابة لهم فهم يظنون أن هذه الوسائل لن تحظى بقدر معتبر من الجمهور الذي تستهدفهم إضافة إلى أن المواقع المحلية لم تقدم حتى الآن مقومات تجارية تجعل وسيلة إعلان فعالة المقومات التجارية التي يطلبها المعلنون التفاعلية. والقصد منها تحول شبكة الإنترنت إلى بائع أو سوق كبير يشابه المجمعات الضخمة التي تتزايد باطراد وأن يتحول المستخدمون إلى مشترين من هذه الأسواق، إذا ما قدر لهذا الأمر أن يكون فإن الإنترنت ستكون له يد طولى في الكعكة الإعلانية التي تتقاسمها المطبوعات والوسائل التقليدية الأخرى.
البحرين بحاجة إلى خدمات إلكترونية خاصة ورغم ما تقدمه بعض المصارف المحلية من تحسينات في تقديم خدماتها على الشبكة الدولية والخطى المعلنة نحو الحكومة الإلكترونية إلا أن هذه الجهود لا تزال غير واعدة للسوق الإعلانية التي تتعطش لكل ما هو جديد ولاشك أن 116 مليون دولار هي حجم السوق الإعلانية في البحرين تستحق من رجال الإعمال والمعنيين تطوير مواقع إلكترونية تجذب المعلنين إليها
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 900 - الإثنين 21 فبراير 2005م الموافق 12 محرم 1426هـ