العدد 900 - الإثنين 21 فبراير 2005م الموافق 12 محرم 1426هـ

لقاء للإسباني غويتيصولو

نظم أخيرا بالدار البيضاء لقاء أدبي مع الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو المقيم بمدينة مراكش المغربية، شارك فيه عدد من المثقفين المغاربة الذين يكتبون أو يترجمون عن الإسبانية أبرزهم عبدالكريم الجويطي وحسن بورقية، بالإضافة إلى الأديب المغربي إدمون عمران المالح، والذين تناولوا عرض الأعمال الأدبية والمواقف الفكرية لغويتيصولو.

واعتبر إدمون المالح الذي قام بتنشيط هذا اللقاء الكاتب خوان غويتيصولو رمزا لحضور الآداب الإسبانية بالمغرب مدعما بوجود ترجمات عربية لأعماله قام بها كل من الشاعر المهدي أخريف وعبدالكريم الجويطي وحسن بورقية.

وفي استعراضه لمختلف المحطات التي مر منها خوان نوه عمران المالح بالأعمال الأدبية للكاتب الإسباني الذي فضل العيش بمدينة مراكش معتبرا كتاباته "انتفاضة على الإخفاقات والأخطاء التي تقترفها البشرية وانتقادا لما تلقاه الكاتب من تربية في أيام طفولته وللثقافة الإسبانية على عهد النظام الفرانكوي".

وأشار المالح إلى الكتاب الذي قدمه خوان غويتيصولو في مدينة غوادا لاخارا "وادي الحجارة" والذي يحتوي في رأيه على قراءة تحليلية ونقدية للوضعية الزمنية التي نحياها اليوم اذ كل القيم أصبحت موضع شك وانهيار موضحا أن الكاتب لجأ إلى نقد الأدب الإسباني من الاستلاب الذي حل به.

وفي هذا الصدد اعتبر المالح مهمة القراءة النقدية التحليلية مطروحة أيضا على الصعيد المحلي لـ "تنظيف الكتابات الأدبية المغربية والعربية بصفة عامة من الشوائب التي حلت بها خلال المراحل السابقة". وخلص منشط اللقاء إلى أن كتابات خوان تبين "علاقة هذا الأخير بأعماق الشعب المغربي وهي العلاقة التي بلغت في نظره حد التصوف".

وفيما أسهب الجويطي في تقديمه لكتاب "إمبراطورية الربا" لمؤلفه خوان غويتيصولو مستعرضا مختلف المراحل التي جاءت في الكتاب من معاناة وعذابات "ترتكز على انتقاد كل ما هو حقيقة"، تناول الأستاذ بورقية ترجمته لكتاب "علامات هوية"للكاتب نفسه. وأوضح أن المؤلف المذكور الذي يركز على علاقة خوان بالمغرب والأوضاع العربية والدولية اجتماعيا وسياسيا يحتوي على 15 مقالا مختارا تعبر عن حياة خوان ومواقفه والنصوص الأدبية التي ينسجم معها كتابه. وسلط بورقية الضوء على الكتاب الذي ينقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالذاكر، والثاني بمشاهد العنف مستعرضا عددا من المقالات من القسم الأول منها خصوصا مقالات عن ذاكرة خوان بجامع الفنا ومدينة طنجة التي شكلت تحولا كبيرا في صوغ الأدبية، ومقال عن النسيج الاجتماعي للعاصمة الفرنسية "باريس" ومن الجزء الثاني مقالات عن الهجرة وحوادث 11 سبتمبر/أيلول ينتقد فيها مواقف السياسة الأميركية من العالم العربي والإسلامي وخصوصا قضية فلسطين. كما أشار بورقية إلى مقالات أخرى من كتاب "علامات هوية" يتحدث فيها الكاتب الاسباني عن الشفوية والكتابة وقراءة في نص لألبير كامو، إذ يعبر خوان عن فهمه الجيد لهذا الكاتب الفرنسي المرموق، مضيفا أن الكتاب يحتوي كذلك على مقال عن معاناة شعب الشيشان وما لحق به من ظلم من خلال كتابات للروائي الروسي الكبير تولتستوي إلى جانب مقال عن رواية "الخبز الحافي" للكاتب المغربي الراحل محمد شكري.

وعبر بورقية في ختام مداخلته عن اعتقاده بأن الكاتب خوان غويتيصولو كاتب من العصر الحالي يتأمل اسبانيا والمغرب والعالم بأكمله من خلال مواقفه الملتزمة والمناضلة ومن خلال تبنيه قضايا المستضعفين.

ويذكر أنه تم افتتاح هذا اللقاء - الذي حضره وزير الثقافة المغربي محمد الأشعري الذي عقد في إطار اليوم الاسباني بالمعرض 11 للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي يستمر لغاية 20 فبراير/شباط الجاري - بفيلم يحكي السيرة الذاتية للكاتب غويتيصولو ويرصد الأسباب التي دعته إلى اللجوء للمغرب وهي برأيه أسباب مكونة من قناعات تاريخية ومواقف نضالية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً