العدد 900 - الإثنين 21 فبراير 2005م الموافق 12 محرم 1426هـ

العريض: "المنامة" جديد كتاباتي

يشعر أنه لم يقدم شيئا بعد مسيرته الطويلة

الدخول في عالم الفنان الكبير والباحث المتمكن "ابن المنامة" عبدالكريم العريض ليس بالأمر اليسير، فهو فنان شامل جمع بين أدوات الفن وتراثه وإبداعاته وبحوثه في سلة كبيرة، أصلها واحد، وهو التميز الذي ألفه وشغل معظم سنوات حياته وعمره المديد به. وقد اقتربت "الوسط" من هذا الفنان حينما قامت بزيارة خاطفة إلى جمعية الفن المعاصر بعد أن علمت أن الفنان الكبير يعتكف هذه الأيام ليضع اللمسات النهائية على إصداره الجديد والذي يعلن عنه لأول مرة عبر هذا الوسيط الإعلامي وهو كتاب جديد عن تاريخ المنامة خلال خمسة قرون تدور فصوله عن نشأة المنامة وبروزها في العهد البرتغالي وتطورها وازدهارها اقتصاديا وسياسيا وهو يحتوي على معلومات جديدة لم يتطرق لها كتاب آخرون... وكنا قد توقفنا مع العريض أيضا عند محطاته المتعددة في مجال التأليف والبحث والنشر مستمعين الى قصة كل كتاب من مؤلفاته المتعددة.

حين حكى العريض عن بدايات الكتابة والتأليف عنده فقال: "لقد كانت بدايتي مع كتاب "من تراث البحرين الشعبي" الذي شاركني في تأليفه صلاح علي المدني في العام .1970 ويعتبر هذا الكتاب من أفضل الكتب التي ألفت عن التراث الشعبي البحريني، فهو أحد المراجع التي يستفيد منها الدارسون في هذا المضمار، "وهو كتاب يتألف من عدة موضوعات، أولها بدايات تاريخ الفلكلور في البحرين، إضافة إلى التراث الشعبي والعادات والتقاليد التي يمارسها البحرينيون، كما يحتوي الكتاب على أغاني الأطفال والأعراس والاحتفالات، كما يضم بعض الصناعات اليدوية كالصفارة والحدادة وغيرها، مع نبذه تاريخية عن كل مرحلة من مراحل نشوء هذا التراث".

"سيرة ذاتية"

وأضاف: "وكتابي الثاني كان عبارة عن سيرتي الذاتية التي رويت فيها كيف أصبحت فنانا ورساما، وكيف تعلمت الفن الذي تعلمته من خلال التجارب والبحث الميداني والتجربة الذاتية التي كان من ثمارها أن توصلت إلى تعلم الرسم وعرفت كيفية الكتابة عن الفن من خلال مطالعاتي. إضافة إلى لقاءاتي بالكثير من الفنانين الأجانب الذين كانوا يتوافدون على البحرين. أما كتابي الثالث فكان بعنوان "أضواء على الحركة التشكيلية في البحرين" وهو يشمل تاريخ تأسيس الفن في البحرين وتطوره من تجمعات فنية إلى جمعيات، اضافة إلى عرض لتجارب الفنانين الشباب، مع عرض لتجربتي الشخصية عندما قمت بعمل أول مرسم في المنامة اذ كان ذلك في شارع الشيخ عبدالله العام ،1960 فكان أول معرض لبيع الصور في البحرين والذي تحول فيما بعد الى منتدى للشباب كنت أرسم فيه أمام الناس بمن فيهم الأجانب الذين كانوا يفدون الى المرسم ويشترون اللوحات التي كنت أرسمها مع غيري من الشباب، وكنا نلقى تشجيعا ودعما من الناس عموما والأجانب خصوصا ما شجعنا على أن تصبح مهنتنا الرسم بعد أن كانت مجرد هواية.

ومن الأمور المهمة التي ذكرتها في هذا الكتاب رحلاتنا إلى خارج البحرين واشتراكنا في المؤتمرات والتي كان منها أول مؤتمر لي في سورية العام 1975 والذي اطلعت من خلاله على الكثير من المدارس الفنية من خلال الفنانين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، إضافة إلى الحوارات التي كانت تدور فيما بينهم.

هذه التجربة أكسبتني خلفية ثقافية ومعرفة بالكثير من الفنون التي كنت أجهلها. فأصبح في جعبتي الكثير من المعرفة التي وظفتها في كتاباتي التي تلت هذا المؤتمر. وعندما عدت إلى البحرين كتبت في الكثير من الصحف والمجلات كـ "الأضواء" و"المواقف"، بالاضافة الى استضافتي في الكثير من اللقاءات في إذاعة صوت البحرين "هنا البحرين"، وفي التلفزيون التي عرضت من خلالها تجاربي في التشكيل والنقد".

"نافذة على التاريخ"

أما كتاب "نافذة على التاريخ" فذكر العريض عنه: "لقد كان هذا الكتاب هو الرابع في سلسلة مؤلفاتي وهو عبارة عن دراسة خاصة بأسرة العريض، وضعتها كنموذج دراسة توضح بدايات عائلة العريض وكيفية تطورها، والإمكانات الأدبية والثقافية والاجتماعية التي كانت تتميز بها، فاستطعت من خلال هذه الدراسة ومن خلال هذه الأسرة أن أخلق موضوعا أدبيا عن طريق الابحار في الأنساب، اذ تناولت كل شخصية بارزة في أسرة العريض وقمت بعرض سيرتها منذ ولادتها وحتى وفاتها، فذكرت إنجازاتها على الصعيد الشخصي.

وكما يتناول هذا الكتاب المرحلة التاريخية لمدينة المنامة والتي عاشت فيها هذه العائلة، الى جانب شرحي لتطور ونماء هذه المدينة عبر الزمن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية إلى النمو الاجتماعي والعمراني، إضافة إلى الحوادث المهمة التي عاصرتها من أوبئة وأمراض".

"حصاد الفن"

وعن خصوصية كتاب "حصاد الفن" وأهميته بالنسبة اليه أكد العريض: "غير أني أجد نفسي أكثر في كتاب "حصاد الفن"، لأنني حاولت فيه الكتابة والرسم والتصوير من خلال العمل على رسومات توضح الكلام المقروء، فكأنك تشاهد الصورة في مضمون الكلام، فعندما تكلمت عن الطواش مثلا رسمت قطعة قماش متدلية في الأعلى تحجب أشعة الشمس عن الدكان، وهناك بعض البقع من أشعة الشمس ساقطة على باب الدكان، وباب الدكان مطلي باللون الأزرق وجزء منه معتم والجزء الآخر فاتح، وهناك شخص جالس على صندوق خشبي وأشعة الشمس ساقطة على رداء هذا الرجل، وأحد الرجال واقف أمام الدكان ومعه حماره. هذه التصاوير يشاهدها ويلمسها القارئ في مضمون الكلام".

التراث... وجهة محددة

فيما أوضح الوجهة التي تحدد كتاباته بقوله "انني دائما ما أتبع وجهة واحدة في كتاباتي، فأكتب في التراث والفن لأن التراث هو الفن، فمثلا أكتب في الفلكلور، والفلكلور عبارة عن المنتج الذي ينتجه الشعب. وفلكلور البحرين هو الأغنية والأنشودة والعمل اليدوي والعادات والتقاليد عند الناس ومنها عاداتهم في الأعراس والمآتم والفواتح وفي الأعياد الصغيرة كرمي "الحيه بيه". فجميع كتاباتي ورسوماتي وبحوثي التي قدمتها في المؤتمرات، كلها كانت تتعلق بشئون المجتمع من جميع نواحيه الثقافية منها والأدبية والتاريخية اذ إن كلها مرتبطة ببعضها بعضا"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً